جدل ديني بعد انطلاق أول قناة للمنتقبات
آثار الحكيم, د. آمنة نصير, الشيخ يوسف البدري, د. عبلة الكحلاوي, د. سعاد صالح, اتحاد النقابات الفنية, الحرية, جدل, جدل ديني, المنتقبات, أبو إسلام أحمد عبد الله, تشدد
26 يوليو 2012أثار انطلاق أول قناة للمنتقبات جدلاً بين علماء الدين، فأيدها البعض من منطلق الحرية الشخصية، وكونها تعبر عن فئة لا يستهان بها من المجتمع، في حين عارضها آخرون واصفين الفكرة بأنها رجعية وتضر بصورة المرأة المسلمة أمام الغرب. فماذا يقول كل طرف؟ وما هي أدلتهم الشرعية على آرائهم؟ وكيف يرى أساتذة الإعلام ظهور مثل هذه القنوات؟
بدأت القضية بحصول الباحث الإسلامي أبو إسلام أحمد عبد الله، رئيس قناة «الأمة» على ترخيص ببدء البث التجريبي لقناة جديدة للمنتقبات، أطلق عليها اسم «ماريا»، لتكون القناة الأولى في العالم العربي والإسلامي للمنتقبات فقط.
وبرر أبو إسلام أهدافه من هذه القناة قائلاً: «قناة «ماريا» ما هي إلا للرد على العنصرية التي تمارس ضد المنتقبات في المجال الإعلامي، وخاصة في القنوات الفضائية التي لن تقبل عمل المنتقبة كمقدمة أو معدة برامج. وللأسف فإن هذه العنصرية لم تتوقف على القنوات العامة، وإنما امتدت إلى داخل القنوات الإسلامية ذاتها، رغم أن المرأة المنقبة مثل كل النساء، وفيهن من درست في المجال نفسه من خلال كليات الإعلام والصحافة».
وعن السر في اختيار صاحب القناة اسم «ماريا» لقناته، أوضح أنه عنوان ودليل للحرية التي تتجسد في شخصية وسيرة حياة «ماريا» القبطية، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي اعتقها وتزوجها وجعلها حرة وأنجبت له ولده إبراهيم.
واستشهد في رده على المستغربين للفكرة قائلاً: «إن المذيعة خديجة بن قنة عندما قررت ارتداء الحجاب على قناة «الجزيرة» كان أمراً جديداً على المشاهد وبدأ يعتاد عليه، ثم تقبل المشاهد والقائمون على الإعلام الفكرة بعد فترة، وكثر عدد المحجبات فيها وفي غيرها من القنوات، ونحن مجتمعات محافظة في الأصل».
أما الشيخة صفاء الرفاعي، المديرة السابقة لقناة المنتقبات «ماريا»، فأكدت أنها تؤسس حالياً قناة جديدة للمنتقبات تحمل اسم «الحور العين»، بهدف تعريف الناس على حد قولها بـ«الأخت المنتقبة».
وعن انفصالها عن قناة «ماريا» قالت إن الانفصال حدث بسبب عدم اتفاقها مع أصحاب القناة، وأنه لم يعد لها أي صلة بقناة «ماريا» حالياً، وما يمكنها قوله هو أنها بدأت العمل فيها منذ سبعة أشهر، وكانت المعدة ومديرة القناة والمسؤولة عن كل شيء، وانتهت علاقتها بهم وخرجت مع فريقها بالكامل لتبدأ مشروعها بالبرامج التي كانت قد صورتها.
وعن هدفها من قناتها الجديدة قالت: «الهدف تعريف الناس بالنقاب والأخت المنتقبة، حتى تتعرف المسلمة على طريق الجنة وتأخذ مكانها بالإضافة إلى تأكيد أهمية النقاب، لأنه فرض والأساس في زيّ المرأة، ولهذا لن تظهر في القناة أي امرأة محجبة أو غير منتقبة، وسيكون التركيز على طاقم عمل مكون من النساء المنتقبات فقط ولا مكان للرجال أو غير المنتقبات فيه، لأن القناة ستكون نسائية بحتة، ولا يجوز للرجال التدخل في سياستها العامة أو نوعية برامجها، وستتولى شؤونها الأخوات القائمات على إدارتها، خاصة أن النساء أفضل من يتحدثن عن احتياجاتهن. وتهدف القناة إلى رفع الغبن عن المرأة المنتقبة التي تعاني التهميش، من خلال إيجاد مناصب تعمل فيها تلك الفئة من النساء».
وعن مؤهلاتها العلمية قالت صفاء الرفاعي: «تخرجت في معهد إعداد الدعاة وتلقيت دورات في الفقه والأصول والقواعد الفقهية، وحصلت على إجازات في القرآن الكريم، وبدأت العمل كداعية ثم مقدمة برامج في قناة الحافظ منذ أربع سنوات».
نصيحة
أما الشيخ يوسف البدري فيؤيد إنشاء قنوات عديدة للمنتقبات وليس قناة واحدة، قائلاً: «نحن في عصر القنوات المفتوحة التي تحمل كل الأفكار، حتى القنوات الإباحية وأخواتها من الأغاني العارية والأفلام المثيرة للغرائز، لم يعترض أحد عليها تحت مسمى حرية الفكر والفن والإبداع، فلماذا يهاجمون من ارتضين النقاب وأردن أن يعبرن عن أنفسهن بحرية؟ أليست هذه ازدواجية وتناقضاً يسمحان بالمنكر ويقرانه في حين يعارض ما يدعو إلى العفة والطهارة؟ وكأننا نرى بأعيننا ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لصحابته: «كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم وفسق فتيانكم؟، قالوا: يا رسول الله، إن هذا لكائن؟، قال: نعم وأشد منه، كيف بكم إذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟»، قالوا: يا رسول الله، إن هذا لكائن؟ قال: «نعم، وأشد منه، كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفاً والمعروف منكراً».
وأنهى الشيخ البدري كلامه بتوجيه نصائح لقنوات المنتقبات، حتى تستطيع النجاح وهزيمة المتربصين بها وبالأفكار التي تدعو إليها، فيقول: «يجب أن تكون هذه القنوات منارات للتيسير بدون إفراط ولا تفريط، وبعيدة عن التعسير والتنفير، فقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يحب التيسير، وروي عنه أنه ما خُيِّر بين أمرين إلاّ اختار أيسَرَهُما ما لم يكن إثماً، وأن يعملن على التطبيق العملي لقوله تعالى: «وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطَانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنَّ الشَّيطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا» آية 53 سورة الإسراء.
ضوابط إعلامية
عن النظرة الإعلامية إلى تلك التجارب الفريدة في مجال الإعلام، يؤكد الدكتور بركات عبد العزيز، الأستاذ في كلية الإعلام، أنه «لا بد أن نعطي التجربة الفرصة ثم نقيمها ونحكم على إيجابياتها وسلبياتها بدلاً من الهجوم على الفكرة من الأصل، مع إنه لم يتم إجبار أحد على مشاهدتها، وإنما تؤكد القائمات والقائمون عليها أنها تستهدف التوعية بأهمية النقاب ومنع تهميش المنتقبات في المجتمع وإيجاد فرص عمل لهن، وهذه كلها أهداف مشروعة وليست عليها أي محاذير، حتى ولو كان وجه المتحدثات غير معروف للمشاهدين، لكن لابد أن نحترم حرية من يتقبلون ذلك ويسعون إليه، باعتباره معبراً عنهن، فهذا حقهن ولا تجوز مصادرته».
وعن الأفكار أو التوجهات التي يجب أن تلتزم بها تلك القنوات حتى تنجح، يقول الدكتور بركات: «يجب أن تحسن تقديم الإسلام بعيداً عن الجدل والتنطع، لقوله صلى الله عليه وسلم: «هلَكَ المُتَنَطِّعونَ» قالها ثلاثاً، لأن المتنطعين هم المتشددون في غير موضع التشديد، وكما يجب عليهن الابتعاد عن الجدل وخاصة فيما يتعلق بعقائد الآخرين، وذلك التزاماً بقوله تعالى: «وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» آية 46 سورة العنكبوت.
ويكمل الدكتور بركات: «لكنني أحذر القائمين على تلك القنوات من التكفير وإقصاء الآخر والادعاء بأن المنتقبات وحدهن على الحق وجميع المخالفات لهن على الباطل، وأدعو المذيعات المنتقبات إلى التخلق بالرفق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كان الرفق خلقاً يُرى ما كان مما خلق الله شيء أحسن منه»، وقال أيضاً: «إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب رفق».
معرفة الهوية
وكانت الفنانة آثار الحكيم من أوائل من هاجموا الفكرة، وأكدت عدم تقبلها إياها لأن تخصيص قناة للمنتقبات فقط غير مبرر، وأضافت: «من حقي أن أعرف من يحدثني عبر شاشة التلفزيون مثلما يرى البعض تعابير وجهي، سواء كنت سعيدة أو العكس، وخاصة أن النقاب عارضه كبار علماء الدين، ولهذا فإن مثل هذه القنوات مرفوضة في المجتمع المصري.
وكم من جرائم ارتكبت باسم النقاب، وبالتالي من حقي أن أعرف هوية من أمامي سواء كان مصرياً أو أجنبياً، كما أن قناة للمنتقبات من الطبيعي أن تكون في أفغانستان أو إيران، لأن ذلك قد يكون مطلوباً لديهم، لكنه ليس مطلوباً لدينا».
فرضية النقاب
وتتعجب مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، من الفكرة رغم إيمانها الشديد بحق كل إنسان في أن «يعبر عن نفسه بالطريقة التي يراها، طالما أنه لا يتطاول على الآخرين أو يحرف في المفاهيم الدينية التي استقرت في أعماق النساء في الوطن العربي والعالم الإسلامي، من أن الحجاب هو الفرض وليس النقاب الذي اختلفت حوله آراء الفقهاء في مختلف العصور، حيث نص القرآن على الحجاب في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً» آية 59 سورة الأحزاب.
وجاء في الحديث النبوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن أختها أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أي يُرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه»، مما يؤكد أن كشف الوجه والكفين مباح شرعاً على عكس ما تدعيه المنتقبات من أن النقاب هو الأصل وأن الحجاب بدعة.
وأشارت الدكتورة سعاد صالح، إلى أن مخاطبة المشاهدين من وراء النقاب تعد طريقة تخفي المذيعة عن الأنظار ولا يتم التعرف عليها نهائياً، ولا توجد طريقة تميز منتقبة عن أخرى، وهذا نوع من التشدد الذي ينافي ما يدعو إليه الإسلام، وسيتوقف نجاحها أو فشلها على مدى تطبيقها لقوله تعالى: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» الآيتان 34-35سورة فصلت. وأضافت الدكتورة سعاد: عن نفسي أشك أن تنجح المذيعات المنتقبات في الدعوة خاصة أن كثيراً من المتحدثات لسن أزهريات، وإنما هن من الهاويات للدعوة اللواتي ينقصهن الإلمام بالعلوم الشرعية.
اسلوب الدعوة
أما الدكتورة عبلة الكحلاوي، عميدة كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر سابقاً، فتأخذ موقفاً وسطاً من القضية، مؤكدة أن «من حق أي فئة أن تتخذ لنفسها قناة تعبر عنها، بشرط أن تحترم حريات الآخرين، وألا تؤدي إلى ما لا يضر الآخرين، أو تتعالى على المحجبات أو حتى المتبرجات، بل ينبغي أن يكون أسلوبها في الدعوة حوارياً مفتوحاً ومتسامحاً، وليس إقصائياً للأخريات أو الانعزال عنهن، لأن الإسلام لا يهتم بالمظهر فقط، وإنما يهتم بالباطن وإخلاص النوايا أو ما يطلق عليه التقوى، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» آية 13 سورة الحجرات».
وأوضحت الدكتورة عبلة أنه إذا كان مسموحا للراغبين في نشر العري والفواحش بث قنوات ولا يستطيع أحد منعهم، فلماذا يتم التعجب من بث قنوات للمنتقبات طالما أن أسلوبها يتوافق مع ما يدعو إليه الإسلام؟ مع اعترافنا أن النقاب قضية خلافية، وأفضل ما قيل فيها ما ذكره الشيخ الشعراوي، رحمه الله، حين قال: «النقاب فضل لا فرض»، ولهذا أنصح القائمات والقائمين على تلك القنوات الوليدة غير المسبوقة أن يروا الله والناس من أنفسهم خيراً في أسلوبهم الدعوي وفق الأمر الإلهي: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» آية 125 سورة النحل.
وأنهت الدكتورة عبلة كلامها بنصح القائمات على تلك القنوات، أن يحاولن تقديم الإسلام السمح الذي يدعو إلى التيسير وعدم تنفير الناس أو التشديد عليهم، لقوله تعالى: «...يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ....» آية 185 سورة البقرة. وقوله صلى الله عليه وسلم: «يَسِّروا ولا تُعَسِّروا وبَشِّروا ولا تنَفّروا».
تحذير
وتؤكد الدكتورة آمنة نصير، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، أنه من الصعب إيجاد نوع من التواصل بين هذه القناة التي تظهر على شاشتها امرأة منتقبة، والمشاهدين نظراً لاختفاء تعابير الوجه التي تعد من أهم أدوات التواصل بينها وبين المشاهدين من جانب، وبينها بين الضيوف من جانب آخر، وخاصة إذا علمنا أن الضيفات سيكنَّ أيضا منتقبات.
وحذرت نصير من أن تحاول المنتقبات تقديم أنفسهن للعالم على أنهن «وحدهن اللواتي يمثلن المرأة المسلمة أو الناطقات بلسانها، وخاصة أن كثيرات منهن يرين أن النقاب هو الفرض، أو المحجبات غير ملتزمات بالفريضة، بل منهن من يرين المحجبات آثمات لأنهن فرطن في فريضة النقاب.
وهذا الكلام مرفوض شرعاً، لأن النقاب ليس فرضاً بل بدعة وكانت ترتديه النساء اليهوديات ثم تأثرت بهن بعض نساء الجزيرة العربية، إلا أنه لم يرد نص شرعي قاطع في القرآن الكريم أو السنة النبوية يؤكد أن النقاب فرض وأن الحجاب معصية».
حرية التعبير
وأرجعت الدكتورة ماجي الحلواني، العميدة السابقة لكلية الإعلام جامعة القاهرة، بدء ظهور قنوات للمنتقبات قائلة: «ظهور قناة أو أكثر للمنتقبات جاء نتيجة الانفتاح الذي شهده المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير، والحرية التي يتمتع بها كل تيار في التعبير عن نفسه، وخاصة بعد وصول التيار الإسلامي إلى سدة الحكم، وبالتالي لم يعد محظوراً عليهم شيء كما كان الوضع في ظل النظام السابق الذي منع المذيعات المحجبات من الظهور في التلفزيون المصري رغم حصولهن على أحكام قضائية تسمح لهن بذلك».
وأوضحت الدكتورة ماجي أنها من المؤيدين لقيام كل إنسان بالتعبير عن نفسه، طالما لا يضر بالآخرين، وإذا كنا نسمح بوجود قنوات للرقص والأغاني والأفلام، فلماذا التعجب من وجود قنوات تعبر عن النساء المنتقبات اللواتي تتزايد أعدادهن بشكل كبير في مصر والدول العربية؟