نبيلة عبيد: دموعي صنعت مني امرأة قوية

نبيلة عبيد,الساحة الفنية,برنامج,قصة,الحماسة,البرنامج,التصوير,المراحل النهائية,لجنة التحكيم,مسلسل,مسلسلات

نيرمين زكي (القاهرة) 12 أبريل 2015

تعترف بأن الدموع صنعت منها امرأة قوية... النجمة نبيلة عبيد التي تعود إلى الساحة الفنية من خلال برنامج «نجمة العرب» The Star وترأس لجنة تحكيمه، تحدثت إلينا عن تفاصيل وأسرار كثيرة تتعلّق بهذه التجربة، وكشفت سبب انفعالها على بعض المتسابقات، والمعايير التي تختار على أساسها المواهب للاستمرار في البرنامج، كما تتكلم على موقفها من تقديم قصة حياتها على الشاشة، ورأيها في ما فعلته إلهام شاهين، وغيرها من الاعترافات في هذا الحوار.


- عُدتِ إلى الساحة الفنية من خلال برنامج «نجمة العرب» The Star، فما سبب الغياب طوال الفترة الماضية؟
بعد تقديمي مسلسل «العمة نور» ومشاركتي في بطولة الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» تلقيت العديد من العروض الدرامية والسينمائية، لكنها لم تجذبني، فأنا لن أشارك في أي عمل فني لمجرد التواجد على الساحة الفنية، ولن أقدم دوراً لا يضيف إلى رصيدي الفني أو يقلّ قيمةً وأهميةً عما قدمته طوال السنوات الماضية، لذلك فضلت الانتظار حتى عُرضت عليَّ فكرة برنامج «نجمة العرب» والتي تحمّست لها كثيراً.

- وما سبب هذه الحماسة؟
رغبتي في خوض تجربة مُختلفة كانت من الأسباب الرئيسية التي حمّستني للجلوس على كرسي تحكيم هذا البرنامج، بالإضافة إلى حرصي على مساعدة المواهب الحقيقية وتقديم جيل جديد من الفنانات، خاصةً أن جميع برامج اكتشاف المواهب التي قُدمت خلال الفترة الماضية كانت تهدف إلى اكتشاف مواهب في مجال الغناء ولم يهتم أحد بالتمثيل، لذلك أنا سعيدة بكوني أول فنانة تهتم باكتشاف مواهب تمثيلية.

- كيف كانت التحضيرات لهذا البرنامج؟
استمرت التحضيرات لأكثر من عام، حاولت من خلالها وضع خطة كاملة لشكل البرنامج ليظهر بصورة مُميزة وجذابة. واتفقت مع الشركة المُنتجة على تقسيم الحلقة إلى جزءين، الأول يسعى إلى اكتشاف المواهب، والثاني أتحدث من خلاله عن مشواري الفني وعن أسرار كثيرة لم أكشفها من قبل في حياتي.

- وما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
السفر إلى أكثر من دولة عربية أصابني بالإرهاق، لكن التجربة كانت تستحق مني بذل هذا الجهد الكبير، فأنا سافرت إلى دبي والمغرب وتونس ولبنان... لأنني رفضت أن يكون البرنامج محلياً يقتصر على المواهب المصرية فقط، وفضّلت أن يكون على مستوى كل الدول العربية.

- وما المواقف التي تعرضت لها خلال التصوير ولا تُنسى؟
المواقف التي لا تُنسى كثيرة، لكنْ هناك موقف أتذكره الآن لإحدى المتسابقات بعد رفضها، حيث ذهبت إلى الحمام لتبكي بسبب خجلها الشديد، وتصادف وجودي أيضاً في الحمام ووقتها قلت لها: «هذه الدموع ستصنع منك إنسانة قوية وستتذكرينها جيداً بعد سنوات». فرغم النجاح الكبير الذي حقّقته طوال السنوات الماضية، ما زلت أتذكر كل لحظة بكيت فيها عندما كنت في بداية مشواري الفني، ولا أنكر أن بكائي صنع مني امرأة قوية قادرة على مواجهة المشاكل والأزمات.

- الجمهور لاحظ انفعالك في «البرومو» الذي عُرض، فما السبب؟
هذا صحيح، ففي بعض اللحظات فقدت السيطرة على أعصابي بسبب قول إحدى المتسابقات إنها شاركت في البرنامج من طريق الصدفة بعدما اعتذرت صديقتها وقرّرت أن تحلّ محلها، فكلامها أزعجني كثيراً، لأنني مؤمنة بأن دخول مجال الفن لا يأتي من طريق الصدفة، بل هو قرار يحتاج إلى موهبة وتخطيط جيد واجتهاد.

- ما المعايير التي تختارين على أساسها المتسابقات لكي يتأهلن إلى المراحل النهائية في البرنامج؟
هناك أكثر من معيار أختار على أساسها المتسابقات ليتأهلن إلى المراحل المقبلة، لكن المعيار الرئيسي هو الموهبة بلا أدنى شك، ثم الصوت الجيد والتمتع بمقدار من الجمال واللباقة، بالإضافة إلى قدرتها على الإبداع دائماً.

- كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك بعد عرض الحلقات الأولى من البرنامج؟
أريد أن أكشف في البداية عن شعوري قبل عرض البرنامج، فأنا كنت خائفة وشعرت بالرعب الشديد من ردود أفعال الجمهور، فهي تجربة جديدة بالنسبة إليّ، ولذلك كان الشعور هذه المرة مُختلفاً. ففي كل عمل أشارك في بطولته أشعر بالخوف تجاه ردود الأفعال، لكن هذه المرة كان الخوف شديداً للغاية، والحمد لله اطمأن قلبي بعد عرض الحلقة الأولى، لأنها خرجت بشكل مُميز ونالت إعجاب جمهوري، وشعرتُ بنجاح البرنامج من خلال كمّ المكالمات التي تلقيتها من أصدقائي في الوسطين الفني والإعلامي، وقد عبروا لي عن إعجابهم الشديد بفكرة البرنامج، لكنني لا أنسى مكالمة الفنانة مديحة يسري والتي كانت من أوائل الفنانين الذين حرصوا على تهنئتي، كما كانت حريصة على مشاهدة الحلقة الأولى بالكامل رغم مرضها وقت عرض البرنامج.

- ما حقيقة تدخلك في اختصاصات مخرج البرنامج؟
غير صحيح، فأنا كنت واثقة بأنني في أيدٍ أمينة ستخرج البرنامج بشكل مُميز يتناسب مع تاريخي الفني، كما أنني ليس من طبعي التدخل في ما لا يخصني، وأكبر دليل على ذلك أنني لم أحضر مرحلة المونتاج ولم أطلب من إدارة القناة مشاهدة حلقات البرنامج قبل عرضها، فأنا أشاهد كل حلقة مثل الجمهور، وكلامي هذا يعني أنني كنت واثقة في فريق العمل بأكمله وسعيدة بتعاوني معهم.

- هل شاركت في اختيار لجنة التحكيم؟
لا، هذا الأمر كان من اختصاص إدارة القناة، كما أنني أريد أن أوضح شيئاً هاماً وهو أنني أتولى رئاسة هذه اللجنة فقط والتي يتغير أعضاؤها مع كل دولة نُسافر إليها.

- هل صحيح أن البرنامج يبحث عن خليفة لك؟
بالطبع لا، ولا أعرف سبب انتشار هذا الاعتقاد الخاطئ لدى البعض، فالبرنامج يهدف إلى اكتشاف فتاة تمتلك موهبة حقيقية في مجال التمثيل وقادرة على أن تكون نجمة العرب، فأنا غير مؤمنة بفكرة وجود فنانة تشبه الأخرى، ولا بد من أن يكون لكل شخص يدخل هذا المجال أسلوبه الخاص به.

- البعض يرى أن نجمة العرب لا بد من أن تكون مصرية، فما تعليقك؟
بصراحة أرفض هذه الآراء، لكنني في الوقت نفسه مُتفهمة وجهة نظر أصحابها، فهم كانوا يعتقدون أنني أبحث عن خليفة لي ولذلك لا بد من أن تكون مصرية، لكن هذا غير صحيح. فخلال سفري إلى لبنان ودبي وتونس اكتشفت مواهب حقيقية ومتسابقات قادرات على حمل لقب «نجمة العرب».
وبمناسبة الحديث عن هذا الأمر، أؤكد أن اعتماد البرنامج على اكتشاف مواهب من جميع أنحاء الوطن العربي وليس من مصر فقط، من الأسباب القوية التي حمّستني لخوض هذه التجربة.

- تكشفين من خلال بعض الفقرات التي يتضمنها البرنامج أسراراً عدة من مشوارك الفني وحياتك الخاصة، فمن هو صاحب هذه الفكرة؟
المخرج أكد لي أن هذه الفقرات تخدم فكرة البرنامج، لأنها ستُساعد المتسابقات على التعلم من تاريخي الناجح، وكيف تمكنت من مواجهة الصعاب والمشاكل التي اعترضتني في بداية مشواري الفني، لذلك رحّبت بتخصيص فقرات للحديث عن حياتي الفنية والخاصة، لأنها تتوافق مع فكرة البرنامج ومضمونه.
وحرصت من خلال هذه الفقرات على الحديث عن طفولتي وبداية مشواري وما واجهته من أزمات ومشاكل جعلتني أبكي في الكثير من الأحيان، لكنني نجحت في النهاية في مواجهتها، وأعتقد أن ما مررت به طوال حياتي من صعوبات لم تواجهه أي فنانة من قبل، لذلك كنت حريصة على الكشف عن هذه الأسرار للمرة الأولى لكي أكون قدوة للمتسابقات، وحتى أؤكد أن ما حقّقته من نجاح وشهرة لم يأت إلا بعد عناء وجهد كبيرين.

- ماذا يُمثل لك لقب «نجمة مصر الأولى» والذي حملته لسنوات طويلة؟
هذا اللقب كان هدية من جمهوري ولم أمنحه لنفسي. فنجاح الأفلام التي شاركت في بطولتها وتقديم أدوار تركت بصمة في تاريخ السينما دفعا الكثير لمنحي هذا اللقب الذي كان بمثابة طاقة إيجابية في حياتي تمنحني القدرة على الاستمرار وتقديم أفضل ما لديَّ دائماً.

- لماذا لم نرَ أي فنانة تحمل هذا اللقب من بعدك؟
الظروف التي نعيشها هي سبب اختفاء هذا اللقب، فنحن نشهد حالة حرب في الوقت الحالي والأوضاع غير مستقرة في مصر، وبالتالي هذا الأمر أثر في السينما وفي القضايا التي تتناولها، فهدف السينما الآن هو استعادة نشاطها ومكانتها من جديد، ولذلك ليست هناك فرصة لظهور ممثلة تحمل لقب «نجمة مصر الأولى»، فالظروف الصعبة أقوى منا جميعاً.

- ما رأيك في الأفلام التي عُرضت في الفترة الأخيرة؟
رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها السينما المصرية، هناك أفلام جيدة عُرضت في الفترة الأخيرة، والكثير من المخرجين والفنانين يحرصون على بذل جهد كبير لتقديم أفضل ما لديهم، وأعجبني خوض بعض الفنانين تجربة الإنتاج.
فرغم المشاكل التي تعانيها السينما فقد سعدت بخوض إلهام شاهين تجربة الإنتاج وتحمّل تكلفة بعض الأفلام التي شاركت في بطولتها، فهي خطوة جريئة وجيدة للغاية.

- مَن مِن الفنانات الجديدات جذبت انتباهك؟
لا أريد الإجابة عن هذا السؤال، لأنني فنانة ولا يحق لي تقويم غيري، وأعتقد أن النقاد أكثر قدرة مني على الإجابة عن هذا السؤال.

- تردّدت أخبار كثيرة عن تقديم مسلسل يتناول قصة حياتك، فهل هذا صحيح؟
كلام فارغ، فأنا أرفض تقديم عمل فني، سواء أكان سينمائياً أم درامياً، يتناول حياتي الخاصة، ولا أتمنى أن يُقدم هذا العمل سواء في حياتي أو بعد وفاتي، وسبب رفضي يرجع إلى سوء أعمال السير الذاتية التي قُدمت في الفترة الأخيرة وكانت دون المستوى في ما عدا مسلسلي «أم كلثوم» و «أسمهان».

- بعد سنوات طويلة في التمثيل، ما مميزات هذا المجال؟
حب الجمهور أكبر ميزة ونعمة من الله سبحانه وتعالى أشكره عليها يومياً، فإحساسي بأن هناك ملايين الأشخاص الذين يحبونني من دون مصلحة ويعشقون ما أقدمه من أفلام ومسلسلات إحساس رائع لا يُمكن وصفه، ولا يشعر به سوى الفنان الناجح فقط.

- وما عيوب مجال التمثيل؟
من وجهة نظري، لا عيوب في التمثيل، أو بمعنى أصح مميزاته الكثيرة قضت على عيبه الوحيد، وهو أن حياة الفنان ليست ملكه، بل ملك لجمهوره، ولذلك فتصرفاته وقراراته لا بد من أن تكون محسوبة ومُخططاً لها جيداً، حتى لا يفقد جزءاً من شعبيته.

- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
جميع الأفلام والمسلسلات التي شاركت في بطولتها لها مكانة في قلبي، لكن فيلم «رابعة العدوية» هو الأقرب وله مكانة خاصة جداً، ليس فقط لأنه أول عمل سينمائي خضت من خلاله أولى بطولاتي المُطلقة، لكن لأنه لا يزال يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة كلما عُرض على القنوات الفضائية.

- هل هناك أفلام أو مسلسلات ندمت عليها؟
بصراحة لا، لسبب واحد وهو أنني لم أوافق طوال السنوات الماضية على المشاركة في بطولة أي عمل فني إلا بعد تفكير طويل.


سر النجاح
ليس سراً واحداً، بل هناك أسباب كثيرة مكّنتني من تحقيق النجاح وجعل الجمهور يمنحني لقب «نجمة مصر الأولى». أهم هذه الأسرار الحب، فأنا وقعت في حب التمثيل من دون انتظار مُقابل، وتفرغت له سنوات طويلة، وكنت مُخلصة له وتعاملت مع كل فيلم قمت ببطولته بجدية شديدة.