القيلولة مفيدة للروح والجسم

التوتر, محاربة التوتر, القيلولة, راحة الجسم, تنشيط الطاقة, إستعادة النشاط, تعزيز المعنويات, الحاجة إلى القيلولة, حاجة طبيعية, ميلاتونين, الكورتيزول, هورمون التوتر, هرمون النوم, الأدرينالين

19 نوفمبر 2009

لا تفوّتي على نفسك متعة الاستفادة من قيلولة قصيرة خلال النهار. فالقيلولة مفيدة للروح والجسم على حد سواء. إليك كل التفاصيل.


القيلولة: متى وكيف؟
ثمة دراسات عدة تناولت مسألة القيلولة ومدتها، وهي تؤكد بمعظمها على أن القيلولة الجيدة هي تلك التي تتراوح بين ١٠ و ٣٠ دقيقة، علماً أن هذه المدة يمكن أن تختلف بين شخص وآخر. فبعض الأشخاص يحتاجون فقط إلى دقيقتين أو ثلاث دقائق لاسترداد حيويتهم!

كما يوصي الاختصاصيون باعتماد وضعية معينة أثناء النوم نهاراً لجعل القيلولة ممتعة ومفيدة. تمددي واجعلي ذراعيك على طول جسمك وأغمضي عينيك. تخيلي كل ناحية من أنحاء جسمك انطلاقاً من الأطراف، أي اليدين والقدمين والرأس. ركزي أفكارك لثوانٍ قليلة حتى تشعري بوزن كل عضو. في الوقت نفسه، تنفسي ببطء. استنشقي الهواء مع نفخ البطن ثم ازفري مع شدّ البطن. سوف تشعرين حينها بنعاس رائع...


تخفيف التوتر
أثناء القيلولة، يعمل الجسم ببطء، ويتضاءل بالتالي معدل الكورتيزول، أي هرمون التوتر، ويخفّ إيقاع القلب والنشاط الدماغي. لهذا السبب تعتبر القيلولة ممتازة لإرخاء الجسم والأعصاب. ينصح الخبراء بخلع الأحذية وارتداء الثياب الخفيفة قبل القيلولة وذلك لتوفير الظروف المثالية للاسترخاء والتخلص من التوتر. وقد كشفت دراسة عملية امتدت على ستة أعوام أن القيلولة تخفف خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأن الاستمتاع بقيلولة لمدة ٣٠ دقيقة، ثلاث مرات أسبوعياً، تخفف خطر التعرض لنوبة قلبية بنسبة ٣٠ في المئة.

إطلاق الإبداع
إن مرحلة النوم الخفيف التي نشهدها أثناء القيلولة تبطئ نشاط الدماغ، فيرتاح الوعي وينشط اللاوعي. هكذا، يفتح المجال واسعاً أمام الخيال والإبداع. وعلى عكس أحلام الليل، فإن الصور المولّدة أثناء القيلولة تبقى محفورة في الذاكرة عند الاستيقاظ. يقول مؤيدو القيلولة إن النوم الخفيف نهاراً يساعد الأشخاص على إنجاز الأمور بصورة أفضل وأسرع. فلا عجب إذاً أن تعمد بعض الشركات الأميركية واليابانية إلى ابتكار "صالات استراحة" لموظفيها تتيح لهم الاسترخاء والنوم قليلاً خلال دوام العمل.

تنشيط الطاقة
لا تظني أبداً أن القيلولة هي مضيعة للوقت. فبعد الاستراحة قليلاً أثناء القيلولة، يطلق الجسم هرمون الأدرينالين المنشط، فيزداد إيقاع القلب مما يحفز ريّ الدماغ بالدم بصورة أفضل. هكذا، تصبح الأفكار صافية كما في الصباح الباكر بعد نوم ليلي هانئ. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن القيلولة تحسّن أداء الدماغ، ولاسيما اليقظة والذاكرة. استفيدي إذاً من القيلولة لتنشيط طاقتك واستخدمي هذه الطاقة في شيء يبعث فيك الارتياح، مثل الاعتناء بالحديقة، أو التنزه في الطبيعة، أو السباحة أو لعب التنس.

تعزيز المعنويات
لا شك في أن الاستمتاع بقيلولة خفيفة نهاراً هو بمثابة خلوة مع الذات. فأثناء القيلولة، تجدين نفسك ملزمة على الابتعاد عن الهموم والمشاكل المحيطة بك. وينصح علماء النفس والأطباء بتذكر حدث سعيد قبل أخذ القيلولة لأن ذكرى هذه الفكرة الإيجابية تبقى راسخة في الذهن بعد الاستيقاظ من النوم وتدوم طوال اليوم.

حاجة طبيعية
من الطبيعي أن تشعري برغبة في الخلود إلى النوم بعد تناول وجبة طعام. فالجسم مبرمج  للتناعس والنوم في مثل هذا الوقت. في النهار كما في الليل، ينتج الجسم هرمون الميلاتونين، أي هرمون النوم، في دورة من ٩٠ دقيقة تقريباً. وتشهد هذه الدورة ذروتين لها: واحدة في عزّ الليل (بين الثانية والخامسة فجراً) وأخرى بين الواحدة ظهراً والثالثة بعد الظهر. لذا، استفيدي من أيام الفرص والعطلات للإصغاء إلى هذا الإيقاع البيولوجي وتوفير الراحة للجسم. وينصح الاختصاصيون كل شخص يشعر بالتثاؤب أو النعاس أو التصلب في العنق بالتمدد قليلاً. والواقع أن ١٠ دقائق إلى ٢٠ دقيقة كافية لكي يستعيد الجسم نشاطه من دون أي تأثير في موعد النوم الليلي.