المرأة أمام الزواج الثاني...شهادات حّية من مصر
طلاق, سلمى المصري, يوم المرأة العالمي, المرأة المصرية / نساء مصريات, المرأة العربية / نساء عربيات, شهادات حيّة, الزواج الثاني, ناهد إمام, سعاد مصطفى, مروة عبد الحميد, كوثر الخولي, شبكة إسلام أون لاين, فايزة رمضان, إقبال بركة, سحر الموجي, العلاقة الزو
02 نوفمبر 2009 فايزة رمضان: نلت نصيبي مرَّة ولا أريد أن أكرِّر التجربة
وتقول فايزة رمضان (٣١ سنة): «كل شيء قسمة ونصيب، وأنا رأيت نصيبي مرة ولا أريد أن أدخل في تجربة أخرى. التجربة الأولى كانت كفيلة بأن تجعلني أكره الزواج مرة أخرى، فقد تزوجت زواجاً تقليدياً كعادة معظم المصريين، ولكنني اكتشفت أنني اخترت خطأ، فكان نصيبي مع شخص لم يراع الله فيّ.
وكانت أيامي سوداء مع هذا الرجل الذي كان يهينني على الدوام فطلبت الطلاق بعدما صبرت على ذلك لمدة طويلة. وبعد معاناة معه انفصلنا، وقررت ألا أفكر مرة أخرى فى تكرار التجربة رغم أنه تقدم لي الكثيرون للزواج ورفضت.
لكن الأسرة لم توافق على هذا الوضع، ووجدتني مجبرة على أن أتزوج للمرة الثانية، وفي آخر لحظة رفضت، وهددت بالانتحار لو أجبروني، لأنني جربت الزواج التقليدي ولا أريد أن أكرر تلك التجربة وإذا تزوجت مرة أخرى سأختار شخصاً يدق له قلبي».
إيناس أحمد: لا أزال أعيش في مرارة التجربة الأولى
وتقول إيناس أحمد (٤٢ سنة): «تزوجت بعد قصة حب استمرّت قرابة ١٥ عاماً، ولكن اكتشفت أن زوجي يعرف امرأة أخرى غيري، فأصريت على الطلاق، وبالفعل انفصلنا، وقررت أن أكرس حياتي لتربية ولديّ اللذين لم أخبرهما بخيانة والدهما حتى لا يكرهاه. وحاولت أن ابقى كذلك طوال حياتي، ولكنني قابلت ضغطاً كبيراً من والدي ووالدتي لكي أتزوج مرة أخرى، وفي البداية كنت أرفض بشدة مجرد التفكير في تكرار التجربة بعد أن صدمت فيمن أحببته كل هذه الفترة، فشعرت بأنه لا أمان لرجل في هذا العالم، ولكن شعرت بعد فترة بالوحدة، في الوقت الذي شعرت فيه بارتياح لشخص بدأ يتقرّب مني في الفترة الأخيرة، وشعرت بأن حياتي ستبدأ مرة أخرى مع هذا الرجل. ولكن فجأة شعرت بخوف كبير وشيء يقول لي إبتعدي عنه، فمازلت أشعر بمرارة التجربة الأولى.
كما أخشى على ولديّ اللذين يرفضان وبشدة أن أتزوج من شخص آخر غير والدهما. كما أنني خشيت أن أصدم مرة أخرى بشخص آخر أحبه، ففي هذه الحالة ستكون الصدمة أشد، ولا أعرف ماذا سيكون حالي. فقررت الابتعاد عن هذا الرجل. ومنذ فترة قصيرة وجدت شخصاً يتقدم للزواج مني، ووافق والدي ووالدتي، ولكنني رفضت وبشدة مع أنه ذو مكانة ولا يوجد فيه ما يعيبه، ولكنني وجدت أني ما زلت أخشى التجربة وإن كنت حائرة بين الوحدة ونظرة المجتمع إلى المطلّقة».
سعاد مصطفى: لقب مطلّقة أهون عليَّ من فشل جديد
تقول سعاد مصطفى (٢٥ عاماً): تقدم لي رجل يكبرني في السن، ولم أرفض ولم يعترض أحد من أسرتي، ربما لظروفنا المادية السيئة وامتلاكه هو للمال.
تزوجته، وعانيت من قسوته ومن شخصيته السيئة، ولم أتحمل وطلبت الطلاق، وكانت والدتي ترفض هذا الحلّ رغم موافقة والدي، حتى أنها هدّدت والدي بطلب الطلاق. لذلك تراجعت حفاظاً على أسرتي، ولكن رجوعي إليه مرة أخرى جعلني رخيصة، فكان أقسى وأعنف حتى بعدما أصبح لديّ بنت منه.
وحاولت أن أصبر لكنني لم أستطع، وفي النهاية حصلت على لقب مطلقة، وحمدت ربنا أنني خرجت من تلك التجربة وأنا على قيد الحياة. حاولت والدتي البحث عن عريس آخر حتى أتخلص من اللقب الصعب «مطلّقة»، ولكن هذا اللقب أهون عليّ من العذاب الذي رأيته في تجربتي الأولى، وأخشى أن أدخل في تجربة ثانية وأرى ما رأيته من زوجي الأول على مدار ست سنوات. كما أن زوجي يهددني بأنه سيأخذ مني ابنتي إذا تزوجت غيره، وأنا قررت أن أكرّس حياتي لابنتي دون أن أدخل في تجارب لا أعرف مصيرها».
سحر الموجي: الحق في الإختيار
وتقول الكاتبة والأديبة سحر الموجي: «بعض السيدات يتزوجن للمرة الثانية لمحو لقب مطلقة، وهذا في حد ذاته قد يقود إلى الفشل مرة أخرى. ومسألة الفشل والطلاق تكون مشكلة المرأة مع نفسها، لأنها تضع الرجل معياراً لرؤيتها لذاتها، فبالتالي تكون تحت رحمة آخر من أجل أن يعطيها أماناً وثقة وحباً.
والمسألة تبدأ وتنتهي عند المرأة، فإذا كان لديها رؤية لذاتها فالقلق والخوف من تجربة ثانية يكونان أقل. ويجب ألا تكون المرأة منكسرة أمام الرجل، وتدعيم فرضية أن المرأة لها الحق في الاختيار ولها الحق في الاعتراض، فبذلك تستطيع المرأة أن تتجاوز أي تجارب فاشلة».
كوثر الخولي: نوادي المطلّقات هي الحلّ الأمثل
وتشير كوثر الخولي رئيسة نوادي المطلقات في شبكة «إسلام أون لاين»، إلى خوف السيدة من الزواج الثاني، لأنها تكون غير مستقرة نفسياً على موضوع الاختيار، وستكون فرصتها أقل في وضع شروط معينة لشريك حياتها، فترضى برجل أرمل أو مطلق ولديه أولاد.
وتضع أيضاً في اعتبارها فكرة استغلالها مادياً من الرجل، وهناك مبدأ «الزواج ليس هو السعادة المطلقة» و«الطلاق ليس هو الفشل المطلق». فهو تجربة حياتية نخرج منها بمجموعة من المواقف والمعلومات وتستمر الحياة، ومن هنا تتمثل مهمة نادي المطلقات في تقديم المساندة النفسية والاجتماعية لهن بواسطة فريق يتكون من 52 مستشاراً في علم النفس والاجتماع والتربية يقومون بتأهيل المطلقة لمرحلة الزواج الثاني وتعليمها طريقة التعامل مع الأبناء في ظل غياب الأب ومحاولة مساندتها للخروج من عزلتها.
ناهد إمام: ذكريات لا تُنْسى
عاشت ناهد إمام الصحافية في جريدة «اليوم السابع» المصرية، في تجربة الزواج الأولى التي استمرّت ثلاثة عشر عاماً من الضرب والإهانة إلى درجة تفوق الوصف، فقد كان زوجها عنيفاً جداً ويتعمد إهانتها وضربها أمام أبنائها الثلاثة. ضاقت ذرعاً بهذه الحياة التي ذاقت فيها ألواناً وأشكالاً من العذاب النفسي والبدني، وقررت الانتظار بعد الطلاق لمدة سنة كاملة تصفها بأنها سنة «الصدمة» لاستعادة توازنها وتستطيع التفاعل مع الآخرين دون مشاكل، ولكي تتخطّى كل الذكريات الأليمة التي تركت بصمات واضحة على شخصيتها وتفكيرها.
ناهد إمام أشارت إلى أنها خائفة من تكرار التجربة نفسها لأنها ملتزمة بتربية أبنائها واحتضانهم، وذلك في ظل التجاهل التام من جانب أبيهم الذي رفض الإنفاق عليهم وأصر على أن تتنازل عن كل حقوقها كشرط لطلاقها. ولم يكتف بهذا بل أصر على الزواج قبل انتهاء فترة العدة لزوجته.
تحطمت معنويات ناهد عندما علمت أنه تزوج فتاة من أحد إعلانات الجرائد، ولم تتعمّد إتباع سياسة «العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم» لأنها امرأة ناضجة ولا تريد أن تتبع طريقة تفكير زوجها، فهي تريد أن تأخد فترة كافية وبعدها تفكر في الارتباط بشخص مناسب يقدر ظروفها ويتفهم وضعها.
مروة عبد الحميد: انتهى الزواج الثاني قبل أن يبدأ
الدكتورة مروة عزت عبد الحميد أستاذة الفنون الجميلة في جامعة جنوب الوادي، فنانة تشكيلية ولا تستطيع العمل في مناخ غير مؤاتٍ لطبيعة عملها التي تتطلّب منها ألا تكون «ست بيت» أو بالمعنى الأدق «موظفة» لها مواعيد حضور وانصراف محددة، فهي تسافر إلى دول كثيرة للمشاركة في المؤتمرات الدولية، إضافة إلى أنها تكره القرارات الصارمة التي يفرضها الرجل الشرقي على بيته في حين يعطي نفسه كل الصلاحيات.
لم تستغرق فترة زواجها سوى ثلاث سنوات وأنجبت فيها يوسف، وظلت تحمل لقب مطلقة لمدة سبع سنوات.
وبسؤالها عن خوفها من تكرار التجربة، قالت إنها شخصية طموحة وتحب عملها ولاتريد أن يهبط مستواها الفني. وأكدت أهمية كيان المرأة الذى يعوضها عن ١٠٠ ألف رجل، ولكنها تواجه ضغوطاً من والديها لتوافق على الارتباط وتكرار التجربة. وبالفعل إستجابت لرغبتهما وتمت خطبتها لمدة ثلاثة أشهر من شخص تقدم لها، ثم إنتهى كل شيء لأنها اكتشفت أن خطيبها رجل غيور يرافقها إلى أي مكان تذهب إليه ولم يتأقلم ابنها معه، فأصيبت بالفزع من العودة إلى نقطة الصفر.
إقبال بركة: نسيان التجربة الأولى
تقول الكاتبة إقبال بركة: «لم لا تتجاوز المرأة التجربة الأولى وتدخل في تجربة أخرى بعد الاستفادة من الفشل في البحث عن الأسباب لئلا تكرّرها.
وتلك الأسباب عادة ما تكون التسرع في الزواج، وعدم التعرف الكافي على الشخص الذي ترتبط به في فترة الخطوبة، إضافة إلى الأسباب الاقتصادية سواء كان الرجل غنياً أو فقيراً، وأهم شيء العلاقة مع العائلة الأخرى، فإذا كرهت المرأة والدة زوجها ستحدث مشاكل، والعكس صحيح. ولكي تستطيع المرأة النجاح في التجربة الثانية يجب أن تتوافر لديها الرغبة الصادقة في إنجاحها، كما أنه يجب التوقّف عن الدفاع عن النفس في كل الظروف، لأن الإنسان يرى نفسه دائماً محقاً وهذا أول أسباب الفشل في الحياة. ويجب على المرأة أن تعطي نفسها فرصة حسن الإختيار، وتنسى التجربة الأولى بحلوها ومرها حتى تستطيع تجاوز الآثار السلبية لتلك التجربة وتدخل تجربة جديدة بلا خوف».
عندما يفشل الزواج الأول فإن معظم النساء يتطلَّعن إلى الزواج الثاني وكلُّهن أمل في أن يتفادين في التجربة الجديدة أخطاء التجربة السابقة، وقد يتكرَّر الفشل فنكون هنا أمام زواج ثالث ورابع. لكن بعض النساء يتوقّفن عند التجربة الأولى ويخفن من تكرارها ويفضّلن صفة «مطلقة» على صفة زوجة فاشلة للمرَّة الثانية. في هذا التحقيق ترصد «لها» تجارب فنانات ونساء عاديات فشلن في زواجهن الأول فرفضن الزواج الثاني، وأخريات كرَّرْنَ التجربة أكثر من مرَّة حتى توصلْنَ إلى الحياة الزوجية الهانئة والمستقرَّة.
هل تخاف المرأة من الدخول في تجربة زواج ثانية بعد الطلاق؟ ولماذا تخاف؟ ومم تخاف؟ ومن المسؤول عن الرعب الذي يصيب بعض النساء من خوض التجربة للمرة الثانية؟ وكيف تخرج المرأة من هذه الحالة؟! هذه تجارب سيدات من مصر فشلن في التجربة الأولى ولديهن مخاوف من التجربة الثانية، فماذا يقلن؟ وأيهما أفضل لهن لقب مطلّقة أم خوض التجربة للمرة الثانية؟