الخيانة نزوة شرقية مشروعة أحياناً
الفيس بوك, خيانة, مواقع الزواج الإلكتروني, شهادات حيّة, علاقات جنسية, موقع / مواقع إلكترونية
08 نوفمبر 2010الفايسبوك خدمة خيانة محتملة جداً
«الخيانة هى خدمة مفيدة يقدّمها لنا أناس عاملناهم بحب ووضعناهم في مكانة خاصة تميّزهم عن غيرهم. لقد جعلوني أعرف نقاط ضعفي التي لم أكن أعرفها بمعنى أنهم جعلوني أعرف كيف من الممكن أن أجعل علاقتي بالمستقبل قوية ومتينة، دون أن أتعرض لإستغلال لطيبتى وحسن نيتى فى معاملة من أحب.
أعتقد أن من جرحونا يعتقدون أنهم تسببوا لنا بالألم ولكن بالحقيقة هم أفادونا». هكذا يعّرف الشاعر والمذيع الكويتي ممدوح المحسن الخيانة.
ولكن كم للخيانة وجوه ! هل الدردشة الإلكترونية مع الجنس الآخر، خيانة ؟ هل نعيش عصر الخيانة الإلكترونية في ظل التواصل اليسير مع عشرات لا بل مئات الجميلات عبر الفايسبوك مثلاً ؟ هل هذه الخيانة أخف وطأة من الخيانة الجسدية؟ «يساعدك «فايس بوك» على التواصل والتشارك مع كل الأشخاص في حياتك»، هل يلتزم البعض بهدف هذه الخدمة. «فايسبوكيون» يجيبون هذه الأسئلة.
جاد العبد الله موظف مصرفي: الصفح عن الخيانة يعني خيانة الذات
لا أعتبر الإطراء عبر الفايسبوك نوعاً من الخيانة لو كنت مرتبطاً، لأننا بكل بساطة لا نقدم على فعل جسدي. لكن المغالاة في الإطراء بين شاب وفتاة قد تقود إلى الخطوة التالية، ما أبعد من تبادل الكلمات. وعموماً الدردشة بين أي شاب وفتاة عبر الإنترنت لا يمكن إلاّ أن تتضمن نوعاً من الغزل وتطوّر التواصل هو دون أدنى شك خيانة.
لا يمكن أن أسامح الفتاة التي أحب إذا إكتشفت خيانتها الإلكترونية، لأن عليها الإلتزام بعلاقتنا كما أفعل. ومن لديها وقت للدردشة مع شاب غيري لا تستحق ثانية من وقتي. فالحياة قصيرة وأنا لا أؤمن بالفرصة الثانية إلاّ إذا كانت تملك مبرّراً يستحق إعادة النظر في الأمور.
من جهة أخرى، الخيانة الجسدية غير متساوية مع الخيانة الفكرية، فمن يتقبّل الأولى هو إنسان ضعيف جداً كونه تقبّل اللا إحترام. وكشاب نشأ في الولايات المتحدة الأميركية، أعتبر أن خيانة الرجل وخيانة المرأة متساويتان، رغم أن وقع الأمر غالباً ما يكون مرتبطاً بالمجتمع الذي يعتبر خيانة الرجل منطقية أو أمراً لا بد منه تحت مسميات عدّة، نزوة أو «جهلة الأربعين أو الخمسين».
الخيانة مؤلمة وغير مقبولة، فالعلاقة بين الشريكين جوهرها الثقة، وغياب الثقة يعني غياب الإحترام. وهنا على العلاقة أن تنتهي، لأن المضي بهكذا علاقة يعني أننا بدأنا نخون اقتناعاتنا. وإذا تعرّضت للخيانة يوماً، أولاً سأقطع علاقتي بزوجتي أو صديقتي ومن ثم أدعو الشاب إلى إحتساء القهوة لأبارك له فوزه بإمرأة عديمة القيمة.
كامل علاو مهندس إتصالات: لم أشعر بأنني خنت حبيبتي حين تواصلت مع إمرأة متزوجة
كنت على علاقة جدّية بفتاة جميلة. لكنني أصبت بالفضول حين وضعت إمرأة هي صديقة مشتركة في خدمة الفايسبوك تعليقاً لطيفاً على صورتي. لكنها في ما بعد مسحت التعليق وهذا ما ولّد في داخلي حافزاً لمعرفة من هي صاحبة هذه الصورة الجميلة. طلبتُ منها الإنضمام إلى قائمة أصدقائي، وتعرفت إليها عن كثب. لا يمكن للشاب أن يغض بصره حين تعترضه صورة جميلة. هي إمرأة في أواخر العشرينات، من عمري.
أخبرتني بأنها مطلّقة وعلى هذا الأساس توطّد تواصلنا. طوال أربعة أشهر كنا نتكلم وكنت أشعر بأنني في صدد تمضية وقت وترفيه لا أكثر ولم أشعر تجاهها بأي شي، كما أنني لم أشعر بأنني أخون حبيبتي التي كنت أكن لها مشاعر نبيلة. لم أشعر بأنني شغوف بطلب رقم هاتفها بل كنت أرغب في رؤيتها عبر الكاميرا. لكنني إكتشفت لاحقاً أنها لا تزال متزوجة ولديها طفلة صغيرة.
أما بالنسبة الى سلوكي فهو مقبول خصوصاً أنني غير متزوج. لا ألومها لأنني لم ألتقِها بل كان الأمر بمثابة مغامرة عن بعد دون لقاء ناتج عن نقص عاطفي لديها. أما بالنسبة إلي شخصياً ورغم أنني لا أعارض أن تكون لحبيبتي صداقات على الفايسبوك، إلاّ أنني لا أسامح أبداً أن يكون لها علاقة بشاب إلكترونياً ولا أصفح عن هكذا موقف. فالشاب قد يصادق خمس فتيات إنما الفتاة الأمر لديها محظور.
لطيفة الحسيني مراسلة صحافية: الخيانة الإلكترونية مقدمة للخيانة المباشرة
لست مرتبطة ولكن اذا كنت كذلك أو كنت على علاقة عاطفية مع أحدهم ، فمن الطبيعي أن يكون حبيبي مطلعاً على كل ما أقوم به بشكل واضح. أجد أن المحادثات عبر الإنترنت يجب ألاّ تتعدى حدود الصداقة المحترمة خصوصاً أن المواظبة الدائمة على الدردشة مع أحدهم على الإنترنت تحتمل إمكان تحوّل هذه العلاقة من سطحية إلى علاقة متينة وعميقة تهدّد العلاقة العاطفية الأساسية. ويصبح الواقع كالتالي : شريك بالجسد وشريك وهمي إلكتروني. ما يعني أن الخيانة الإلكترونية لن تكون أخف وطأة من الخيانة الجسدية، بل هي مقدمة لهذه الخيانة المباشرة.
وللأسف هذا الأمر بات شائعا جداً في مجتمعاتنا العربية ومسبباً في حالات الطلاق والإنفصال بسبب سوء إستخدام الإنترنت. وللخيانة الإكترونية أسباب: الكبت الجنسي والعلاقة المضطربة مع الشريك أو عدم الثقة بالشريك وغياب المصارحة. فيما أحياناً تكون الخيانة مقصودة لإثارة إهتمام الآخر عبر إثارة غيرته. وقد تنم عن إدمان بعض الرجال إقامة علاقات عابرة إنطلاقاً من مفهوم الرجولة الخاطئ.
الدكتور رائد محسن متخصص في التوجيه الزوجي والعائلي
قرار حكيم إتخذته ريما التي عرضنا حالتها على الدكتور رائد محسن الذي إختصر قصّتها بهذا التعليق: «خيانة ما قبل الزواج نموذج عما يمكن أن يكون الزواج في ما بعد».
رغم أن المجتمع الشرقي يبرر للرجل الملتزم بشريكة خارج إطار الزواج علاقات عاطفية عابرة، يقول الدكتور رائد دائماً: «علينا البحث في سؤال: ما الذي يؤسس للخيانة والتي يعتبرها البعض مبرّرة أو حتى إمتياز أخير ما قبل الإرتباط النهائي؟».
ويعرّف الدكتور رائد الخيانة بأنها: «أي سلوك أو تصرّف سرّي مع الجنس الآخر يبدر عن أحد الشريكين المتزوجين أو اللذين يخططان للإرتباط.
أما الخيانة الإلكترونية فهي نشوء علاقة حميمة بين «مدردشين» سمحا لبعضهما بعضاً أن يدخلا إلى صميم حياتهما الخاصة بوجود تبادل للعواطف والمشاعر، وقد يتضمن تواصلهما كلام مثير خصوصاً بوجود خدمات التواصل المرئي مما يسمح بنوع من التواصل الجنسي غير المباشر.
حين يقدم أحد الشريكين إلى هذا النوع من الخيانة هذا يدل على اضطراب في المؤسسة الزوجية رغم أن لا مبرر للخيانة.
وتكمن الصعوبة في تقويم الأمور وترميم الثقة خصوصاً أن الخيانة الإفتراضية قد تكون بالنسبة إلى المرأة المتزوجة مثلاً بمثابة الأوكسجين، كالنهوض في ساعة متأخرة للتواصل مع رجل غير زوجها. وهذا ما يولّد لديها حالة من الإستقرار الوهمي لمواصلة روتينها اليومي ورعاية شؤون أسرتها.
الحل يكمن دائماً في مصارحة الشريك للوقوف عند نقاط ضعف هذا الزواج. ومن خلال الحالات التي يتابعها (يستقبل من إقترف فعل الخيانة وتعرّض إليها)، يجد أن الخيانة الإلكترونية باتت شائعة بشكل كبير خصوصاً مع التواصل الإنزلاقي، فقد يكون أحد الشريكين يتطلع إلى الدردشة ضمن إطار الصداقة لكنها سرعان ما تتحوّل إلى دردشة عميقة والتعلّق نتيجة الإرتياح المفقود في العلاقة الزوجية. وللخيانة ظروف لا مبرر».
لا بد من تعريف الخيانة أولاً. فهي، بالمفهوم الشرقي، أزمة قد تنشب داخل إطار الزواج بالمرتبة الأولى. ولا يُكترث بوطأتها حين يقترفها أحد الشريكين قبل أن يجتمعا تحت سقف واحد، أو حتى إذا لم تكن مرتبطة بعلاقة جسدية مع غير الزوجة. وربما تكون حياة ما قبل الزواج فرصة ذهبية لإستقراء إستباقي لمطاردة شبح الخيانة. فهل هذا الرجل حين أقدم على هذا الزواج فكّر ملياً بأن شريكته المستقبلية هي فعلاً «آخر إمرأة»؟
«ما من رجل لا يخون»، عبارة نسمعها كثيراً وكأن الرجل مفطور على الخيانة. كما أن المنطق الشرقي يقول: «إذا قرّرت كل زوجة طلب الطلاق عقب كل خيانة، فستتحوّل غالبية البيوت الزوجية إلى خراب». وذلك باعتبار أن خيانة الرجل هي مجرد «نزوة»، وكأنها مصطلح متصالح مع الحقيقة. خيانة ما قبل الزواج والخيانة الزوجية والإلكترونية في هذا التحقيق من لبنان.
زلفاء عسّاف صاحبة شركة تسويقية: لا أتقبل أي إطراء يشكّك بسلوكي كإمرأة متزوجة
كان لزوجي حساب في خدمة الفايسبوك، لكنه أقدم مؤخراً على إلغائه، لاعتقاده أن هذه الصداقة الإلكترونية مفتوحة على كل الاحتمالات وتشكّل بالتالي انتهاكاً للحياة الخاصة. صحيح أن زوجي رجل عصريّ ومنفتح وهو اجتماعي بطبعه، لكّنه حاسم وشرقيّ في هذا الاتجاه تحديداً.
يعارض كثيراً جلوسي أمام الكمبيوتر وتفقد صفحة الفايسبوك الخاصة بي، فأنا لدي قائمة طويلة من الأصدقاء والزملاء. لا أنكر أنني «أدردش» لأوقات طويلة مع الزملاء من الجنس الآخر مما قد تسبّب أحياناً بتعرضي للملاحظات من زوجي. لكنني أعرف الإنسحاب في الوقت المناسب، بحجة أن طفلتي تبكي أو عليّ الخلود إلى النوم.
ثمة ثقة عمياء بيني وبين زوجي فهو يعرف بأنني لا أقبل التمادي مع الجنس الآخر لأن الفايسبوك والتواصل الإلكتروني عامة قد تكون عواقبه وخيمة. لا أتقبل أي إطراء يشكّك في سلوك إمرأة متزوجة خصوصاً التعليق على الصور. لقد تزوجنا عن حب منذ ستة أعوام. من جهة أخرى، أنا لا أؤمن بالدبلوماسية، وأرفض بشكل قاطع الخيانة مهما تعدّدت وجوهها. ورغم أن الإلكترونية أقل وطأة من الخيانة الجسدية لكن ليس بالنسبة إليّ.
فكل خيانة هي منطلقة من الخيال ونابعة من فكرة عدم الإلتزام بمن نحب وعدم الإكتفاء به، ذاك أن الخيانة قد ترتدي طابعاً حسياً بعيداً عن الواقع الملموس. لا أتقبّل الخيانة إطلاقاً لأنني أسقطها على نفسي، ولا يمكن أن أقترفها. ولا أنكر أن ثمة أسباباً وجيهة للخيانة الإلكرونية كتقصير أحد الشريكين ونقصان العاطفة، فيكون الفايسبوك والتواصل الإلكتروني عامة ملجأ في المتناول وآمن حسب ما يتصوّر البعض.
وهذا ما يمكن أن يتطابق مع صديقي المتزوج والذي يعيش في أوروبا وزوجته في لبنان، رغم أنه يحب زوجته وهو يعلنها على صفحته الخاصة على الفايسبوك لكنه على علاقة واسعة مع الفتيات الجميلات اللواتي قد يتخطى معهن حدود الصداقة. وهذا وجه من الخيانة غير الرسمية والتي لا يعوّل عليها أحياناً حتى من قبل الزوجة.
ريما ج. خيانة ما قبل الزفاف بشهرين
«صديق مشترك يكبرني بأربع سنوات. أعجب بي حين التقينا في جلسة داخل حرم الجامعة التي كنت أتابع فيها إختصاصاً أحبه كثيراً، الأدب الإنكليزي. فرحت كثيراً حين طلب رقم جوالي للتواصل معي. أنا ابنة ريف دون العشرين، ساذجة، لم أفكر سوى بأن هذا الشاب قد يكون شريك المستقبل. يعيش خارج لبنان حيث يدير أعمال والده. حينها كنت أتكهّن لون عينيه وماركة عطره، وأنتظر رسائله الجميلة. شهر كامل أمضاه في لبنان قبل العودة إلى القارة السمراء.
لم يقابل عائلتي وتفهّمت الأمر كوننا لا نزال في بداية الطريق، اكتفى بتوديع والدتي عبر الهاتف. تطوّرت علاقتنا عبر الهاتف وخلال زيارته لبنان ثلاث مرات على الأقل كل عام. لكنني في إحدى المرات وحين كنت أتصفح صوره على الجوال، تلقى رسالة من فتاة. لم تكن رسالة بريئة. كان واضحاً أن تلك الرسالة هي من فتاة تربطه بها علاقة عاطفية. واجهته بالأمر فكان الجواب بأنها هي من تلاحقه ولا يكترث بأمرها. كنت أثق به كثيراً. تخطيت الأمر. مضت ثلاث سنوات على علاقتنا، كان يتردّد على منزلي، تعرّف على عائلتي.
لم يَرُق لأمي أما أبي فكان متحفظاً. قررت في إحدى المرات إعداد مفاجأة وزيارة عائلته التي كانت تربطني بها علاقة ممتازة خصوصاً والدته، وكان قد اتصل بي قبل دقائق. وقبل الوصول إلى منزله، اتصلت به لكن هاتفه كان مغلقاً. تقدمت وطرقت باب المنزل. كان برفقة إمرأة. إنتهت علاقتنا في ذلك النهار. هذا ما ظننته. لكن شقيقته أصرت على التحدّث معي، أقنعتني بأن كل شاب تتعدّد علاقته قبل الزواج وهذا أمر طبيعي. سامحته، لكنني بت أشكّ في تصرفاته. مرت خمس سنوات، وإقترب موعد إرتباطنا الرسمي. كنت سعيدة جداً، خصوصاً أنه الرجل الوحيد الذي عرفته ونضجت معه. سامحته ولم أحمل تجاهه أي بغض أو لوم. كان لطيفاً ويؤسس لحياتنا المستقبلية.
لكن «نزواته» تسبّبت لي باضطراب نفسي، لم أكن أطلع والدتي على كل «خياناته» إذا صحّ التعبير. إلاّ حين تفاقم الوضع وعانيت من مرض جلدي تسبّب في جفاف بشرتي وخسرت الكثير من وزني. حين أطلعني شقيقه على أنه يخرج برفقة «فنانة مغمورة» ليلفت نظري. تساءلت حينها، أن موعد زواجنا بات وشيكاً (خلال شهرين)، لم َ لم يغيّر أسلوب حياته ؟ بدأت الأمور تتكشّف وعلمت بالكارثة الكبرى. لقد أوهم فتاة بخطوبة مزيفة للخروج برفقتها.
علمت بالأمر، وذلك حين أرسلت لي صوراً تجمعهما. شعرت بوحدة شديدة، لكنني تخلّصت أخيراً من كونه الرجل الوحيد. إنتزعته من حياتي. لم أتقبّل الأمر بعد ست سنوات من علاقة عرفت معها الخيانة حتى آخر لحظة، هو مصرّ حتى اللحظة أن علاقتنا لم تنتهِ ومستمر في التواصل معي.
هو مقتنع بأن ما يفعله حق في مجتمع يصفح عنه طالما يبحث عن إمرأة واحدة سيتزوجها ويؤسس معها عائلة. رفضت أداء هذا الدور رغم كل السنوات. إلتفت إلى حياة جديدة، أتابع إختصاصاً آخر بعدما فشلت في إنهاء إجازتي في الأدب الإنكليزي، بفعل الإضطرابات النفسية التي كنت أعانيها.
وهذا جل ما أندم عليه. أعترف اليوم بأنني ظلمت رجلاً آخر حين فشلت في منحه الثقة، أنا إنسانة يتآكلها الشك تجاه أي رجل حتى إشعار آخر. لا أندم أبداً على ست سنوات مرّت سدى بل أقول اليوم بأنني أنقذت نفسي من خيانة زوجية مستقبلية مؤكدة، ما حال دون وقوعي في فخ إجتماعي عنوانه «سيتغيّر بعد الزواج».