'خنجر' الطلاق مغروس في خاصرة المجتمع السعودي
طلاق, الحياة الزوجية, الإقلاع عن التدخين, عدم التدخين, برنامج تأهيل, المجتمع السعودي
13 فبراير 2012بين الـ«نقاء» والــ«الوئام»... الإقلاع عن التدخين شرط المنحة للمقبلين على الزواج
أبرمت الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية (وئام) وجمعية مكافحة التدخين الخيرية (نقاء) اتفاق شراكة في مقر الشؤون الاجتماعية في الدمام، هدفه إعانة المقبلين على الزواج من المدخنين مادياً ومساعدتهم في التخلص من إدمان السجائر. ولن يكون بمقدور أي مدخن الحصول على المساعدة المالية ما لم يكن يحمل شهادة تثبت عدم تعاطيه للتبغ بأي شكل من الأشكال. وتفصيلاً، عندما يتقدم الطالب لمعونة الزواج سواء كان مدخناً أو لا إلى جمعية وئام تحيله الأخيرة على جمعية نقاء للخضوع ل فحص بأجهزة تكشف ما اذا كان الشخص مدخنا أم لا.
وقال المدير العام لجمعية (وئام) الخيرية الدكتور محمد العبد القادر إن الخطة مضاعفة ليصل عدد المنتسبين إلى الجمعية 400 شاب وفتاة، مشيرا إلى أن عدد المدخنات في السعودية تجاوز المليون ومئة ألف مدخنة وأن الشعب السعودي يستهلك سنويا أكثر من 40 ألف طن من التبغ وبكلفة مالية تجاوزت 12 مليار ريال، كما وصل معدل تدخين الفرد إلى 2130 سيجارة سنوياً، ووصل معدل الإنفاق اليومي على التدخين إلى 18 مليون ريال.
ويضيف: «هذا الاتفاق انبثق من إستراتيجية تنتهجها الجمعية، وهي عقد الشراكة مع جميع الجهات ذات العلاقة للمقبلين على الزواج. والشراكات ممتدة إلى نطاقات كثيرة كالدوائر الحكومية والقطاع الخاص. وهذا البرنامج هو تأهيلي للمقبل على الزواج مدته أربعة أيام ومحاوره تتلخص في الجوانب الشرعية بين الزوجين والمحور النفسي والأخلاقي وكذلك الجوانب المالية، إضافة إلى لقاء مع جمعية نقاء حول التدخين وأثره على الأسرة والإنجاب ونحو ذلك، وشراكة مع بعض الجمعيات الأخرى التي يكون لها دور في تقديم المادة الصحية والتوعوية».
وأشار العبد القادر إلى أن الاتفاق سرى منذ شهر تقريباً، وكل من يتردد على الجمعية خلال الفترة المقبلة سيستفيد من البرنامج الذي يهدف إلى مزيد من الاستقرار في الزواج. وعن المدخنات قال: «رقم المليون ومئة ألف عام وشامل لجميع السيدات والمدخنات سواء فتيات أو متزوجات أو كبيرات في السن. وفي الحديث عن الشريحة المقبلة على الزواج تحت رعاية جمعية وئام فإن نسبة المدخنين فيهم لا تتجاوز الـ 25 إلى 30 في المئة».
وحول مدى استفادة المقبلين على الزواج من برنامج مكافحة التدخين قال إن هذا البرنامج «يملك ايجابيات على المديين المتوسط والبعيد في ما يتعلق بالعلاقة الزوجية مما يزيد التآلف بين الطرفين، إضافة إلى الأثر الاقتصادي والتوفير المالي وحُسن تدبير الدخل خاصة إن كان متواضعاً. وإن صح التعبير فإننا نتكلم عن أسرة ستنتج أبناء وبنات لرعاية المجتمع وحمايته من أخطاء قد تؤثر فيهم مدى الحياة».
وشدد العبد القادر على الحاجة إلى أساليب غير تقليدية للحد من الطلاق «خاصة أننا في عصر التقنية الحديثة والتقارب المعرفي وتغير المزاج الثقافي في المجتمع والعالم ونحن جزء من هذا العالم. فالتطوير في الأساليب والتحسين فيها والتجديد مطلب شرعي وعقلي أيضا».
ومن جانبه قال المدير العام للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) صالح العبّاد إن هذه الطريقة ما هي الا ضمان للأموال التي تصرفها الجمعية للشخص المتزوج حديثاً أو المقبل عليه من باب الحفاظ على صحته وأسرته وللحد من احتمال فشل الزواج. وأضاف: «1500 شخص راجعوا الجمعية للعلاج وتجاوزت نسبة المقلعين عن التدخين منهم 70 في المئة».
طيب: ما أن تطلب المرأة الطلاق حتى يُنفذ لها الزوج الأمر
قال المستشار الاجتماعي وصاحب مكتب إحسان طيب للدراسات والاستشارات الاجتماعية إحسان صالح طيب: «رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة من المؤكد أن هناك نسباً مرتفعة نتيجة وجود الشيطان بين الطرفين عند حدوث أول خلاف، إضافة إلى وجود الأسر النووية التي انعدم فيها التدخل السليم من الأهل أو وسطاء الخير للعمل على وقف التدهور نتيجة الخلافات الزوجية، فما أن تطلب المرأة الطلاق حتى يُنفذ لها الزوج الأمر، وينتهي الزواج بسبب كلمة أو موقف كان من الممكن حله بتروٍ أكثر».
وأضاف طيب أن حالات الطلاق تكثر ليس فقط بين المقبلين على الزواج، بل أيضاً بين أزواج كبار في السن، وذلك يعود إلى أسباب وعوامل عدة منها «انشغال الزوجة عن الأب الكبير وانصرافها إلى الأبناء والأحفاد».
المجددي: اقرب الطرق الى الرجل معدته
يجري التسجيل في أكاديمية الطبخ في جدة عن طريق الانترنت، ليصل الايميل مباشرة الى مسؤولة الاكاديمية، في المواقع الأربعة للأكاديمية في السعودية في جدة والرياض والدمام وخميس مشيط. فتتصل المسؤولة بالمشتركة، ومن ثم يتم اختيار دورة الطبخ التي تريدها، علما أن الدورات صباحية ومسائية ومدة الدورة ساعتان لمدة خمسة أيام. وفي ما يتعلق بدورة العروس فإن فيها أيضاً جزءا نظريا مثل التعرف على مكونات المطبخ وأنواع السكاكين، المشتريات وغيرها. وتتلقى المتدربة شهادة من الأكاديمية.
وقالت المديرة المشاركة في الخدمات التسويقية في شركة قودي والمسؤولة عن فروع أكاديمية الطبخ في السعودية مها خالد المجددي إن هناك تجاوباً كبيراً خاصة بين الفتيات المقبلات على الزواج لتعلم الطبخ في الأكاديمية، وأضافت: «معظم المتقدمات إلى الدورات في الأكاديمية هنّ من الصغيرات ممن تراوح أعمارهن بين 18 و25 سنة».
تقوم أكاديمية الطبخ بحملات في المدارس والجامعات لتعليم الطبخ وتبيان اهميته في الحياة الزوجية وللفتاة المقبلة على حياة جديدة وتكوين أسرة جديدة. وتم تخريج ما يقارب الأربعة آلاف متدربة من مختلف الاعمار.
وأوضحت المجددي: «لا تقتصر دورات الاكاديمية على المقبلات على الزواج، بل نحرص على تعليم المتزوجات منذ فترة. وهؤلاء نحرص على الاستعانة بخبراتهن بعد ارشادهن وتعليمهن اسرار المطبخ والحياة الزوجية. فأقرب الطرق الى قلب الرجل معدته واسألوا المطبخ».
مركز تطوير الذات ودورات للمقبلين على الزواج
بدأ مركز تطوير الذات العمل منذ ست سنوات لتقديم خدمات للعائلة المتميزة في مجال الاستشارات التربوية ورعاية الأطفال. ورسالته تكمن في تقديم خدمة ذات جودة عالية للعائلة المتميزة من خلال برامج الدعم والمساندة الاستشارية وبرامج رعاية الطفل. كما يقدم برنامج الاستشارات للدعم والمساندة الفردية والذي يهتم بنشر ثقافة تطوير الذات وتقديم المشورة للعائلة المتميزة بإشراف نخبة من المستشارين التربويين التعليميين ذوي التخصص والخبرة العالية.
وينظم المركز برنامج تطوير الحياة للدعم والمساندة، وتتلخص فكرته في إقامة جلسات دعم لمجموعة من الأشخاص ينتمون إلى التوجه ذاته والفكر ذاته، يتناقشون ويتبادلون الآراء، ويتلقون المحاضرات والنصائح من مستشارين أسريين ونفسيين واجتماعيين بحسب موضوع الجلسة لهؤلاء الأشخاص.
وقالت مسؤولة العلاقات العامة والتسويق في مركز تطوير الذات في جدة أماني مراد إن معرفة قدرات المقبلين على الزواج أمر مهم جداً، لأن «تحليل البناء الشخصي للزوجين يلعب دوراً مهما في بداية الارتباط، كما أن هناك تحليلا لرسوم، فالأماكن تؤثر في الأشخاص والبيئة، والتعارف في الزواج من الأمور المهمة، ليس فقط التعارف بإحضار الأهل والرؤية الشرعية، بل هناك أيضا التعارف في وقت الخطوبة على طبائع الشخصين وأنماطهما، وهل هما مناسبان لبعضهما أم لا، وغيرها من الأمور الواجب على المقبلين على الزواج معرفتها قبل الوصول إلى طريق الطلاق منذ السنوات الأولى للزواج. وكل ما ذكر يتم ضمن دورة هندسة التمكين الذاتي للوالدين».
وأضافت: «في المركز مستشارون يجرون تحليل ما قبل الزواج لمعرفة الطباع والشخصيات الراغبة في الارتباط ، وهناك الكثير ممن قاموا بهذه الاختبارات عدلوا عن قرار الارتباط لأنهم رأوا عدم التوافق بينهم، وآخرون قاموا بها وتوافقت آراؤهم وتم الزواج بينهم».
وذكرت مراد أن نسبة المقبلين على الدورات التأهيلية لما قبل الزواج ضئيلة جداً، نظراً «إلى اقتناص بعض الفتيات فرصة الارتباط بوجود شاب تقدم لهن، لينتهي الحال بهن من أول سنة إلى الطلاق. هؤلاء لا يدركن ان الزواج لا يقتصر على العواطف والحب وارتداء الفستان الأبيض والبيت الزوجي، فهو معاشرة وحياة وطبائع مختلفة ومواقف وسلوكيات ينبغي على الطرفين فهمها قبل الوقوع فيها. ومن خلال عملي أرى أن نسبة الطلاق ارتفعت كثيراً في الآونة الأخيرة وهناك قصص مؤلمة تواجهنا في المركز».
كشف احصاء صادر عن وزارة العدل السعودية ارتفاع معدلات الطلاق ليصل الى معدل 69 حالة يومية، أي 24945 صك طلاق سنوياً. هذا الامر استدعى زيادة الاهتمام بطرق وأساليب «غير تقليدية» من جانب جهات خيرية ومراكز دعم ذاتي وأكاديميات للطبخ وجمعيات للاقلاع عن التدخين لتأهيل أفراد المجتمع ورفع الوعي عند المقبلين على الزواج من حيث التعامل بعضهم مع بعض والحرص على استمرارية الحياة الزوجية وتخطي العقبات التي تظهر مع بداية تكوين أسرة جديدة. «لها» تستعرض في هذا التحقيق الأساليب غير التقليدية التي يوفرها المجتمع السعودي للحد من زيادة نسب الطلاق بين أفراده.