سواتش Swatch
ساعة, سواتش
02 مايو 2012لمواجهة غزو ماركات الساعات اليابانية الزهيدة الثمن، شنّ صانعو الساعات السويسريون حملة إنقاذ في الوقت المناسب تحمل اسم سواتش Swatch.
فرغم أن صانعي الساعات السويسريين قد حصدوا التقدير والاحترام على الصعيد الدولي منذ وقت بعيد نظراً لمهاراتهم الرائدة في صناعة الساعات، لم يكونوا متيقظين فعلاً عندما غزت الساعات اليابانية الأزهد ثمناً السوق في السبعينات.
وبما أن صانعي الساعات السويسريين كانوا يعتمدون على سمعتهم كوسيلتهم التسويقية الوحيدة، لم يكونوا مستعدين لمواجهة الحملات الدعائية القوية التي شنتها شركات يابانية مثل سيكو Seiko، وفي نهاية السبعينات كان السويسريون قد خسروا معظم حصتهم في السوق. وكانت المنتجات اليابانية العصرية قد صُنعت باستعمال مكونات أقل، وفي حين أنها لم تكن موثوقة بقدر نظيراتها السويسرية فإنها كانت أقلّ كلفة منها.
وبينما راحت منظمات أجنبية تتطلع الى شراء ماركات ساعات سويسرية فخمة على غرار أوميغا Omega وتيسو Tissot بأسعار زهيدة، واجهت عدة شركات رئيسية في صناعة الساعات السويسرية حالة التصفية، كان من الضروري وضع خطة جذرية لضمان ديمومة الساعات السويسرية. وعندها لجأت صناعة الساعات السويسرية الى نيكولا ج. حايك وهو متعهد والمدير العام التنفيذي لشركة حايك للهندسة Hayek Engineering وهي شركة استشارية سويسرية ضخمة لوضع خطة إنقاذ لها.
أيّد حايك، اللبناني الأصل دمج أكبر شركتين مصنّعتين للساعات اللتين تعرفان بـ ASUAG وSSIH، ومن ثم أطلق ساعة جديدة متدنية الكلفة وذات تقنية عالية تدعمها حملة تسويقية عالمية ضخمة. وكانت النتيجة ساعة سواتش Swatch وهو اسم يختصر عبارة«second watch» أي «الساعة الثانية» وليس «Swiss watch» أي «الساعة السويسرية» كما يعتقد الكثيرون.
وفي العام 1983، أُطلقت مجموعة ساعات سواتش واشتملت على 12 شكلاً مختلفاً تتراوح أسعارها ما بين 40 و 50 فرنكاً سويسرياً. وكانت الساعات الرفيعة والخفيفة تحتوي فقط على 51 قطعة متحركة في حين أن الساعات السابقة قد احتوت على حوالي 100 قطعة. وظهرت عصابة المعصم ووجه الساعة في ألوان زاهية وموحدة.
كانت فلسفة ماركة سواتش تدحض فكرة أن الناس في حاجة الى ساعة واحدة فقط. عوضاً عن إنفاق مبلغ طائل على ساعة واحدة، لم لا يكون لدينا ساعة لكل مناسبة؟ وهكذا صارت شركة سواتش تبيع ساعاتها كأنها حاجة ملحّة للحياة اليومية لزبائنها.
بعد مرور بضعة أشهر على إطلاق ساعة سواتش محلياً، انتشرت حملة دعائية ضخمة في الولايات المتحدة الأميركية وارتفعت المبيعات فجأة وبسرعة كبيرة. وقرابة نهاية عام 1984 كان قد بيع أكثر من 3.5 ملايين ساعة سواتش. وسرعان ما أدركت الشركة أنها إذا نوّعت التصاميم أكثر وأنتجت سلعاً لفترة محدودة وقصيرة من الوقت، لن تكون ساعة سواتش مجرد ساعة يومية وإنما قد تصبح أيضاً جزءاً من مجموعة يقتنيها هواة الساعات.
واستدعت الشركة فنانين على غرار الأميركيين كيث هارينغ وأندي وارهول ليصمّما ساعات جديدة، مما يضمن قابلية تجميع ساعات سواتش وطول عمرها بينما كانت حقبة الثمانينات المفعمة بأنواع الموضة القصيرة المدى توشك أن تنتهي.
محطات تاريخية مهمة:
1988: بعدما أصبح حايك المدير العام التنفيذي لشركة SMH Swiss Corporation السويسرية (التي أصبحت معروفة باسم مجموعة سواتش Swatch Group)، أعادت الشركة صناعة الساعات السويسرية من عداد الأموات إذ أصبحت الشركة الأكبر في العالم لصناعة الساعات.
1989: بيعت مجموعة محدودة من ساعات سواتش صمّمها الفنان الفرنسي كريستيان شابيرون الذي يُعرف أيضاً باسم كيكي بيكاسو (kiki Picasso) في العام 1984 في المزاد بـ 45 ألف دولار أميركي.
1996: كان لشركة سواتش الشرف في أن تكون الساعة الرسمية المعتمدة في الألعاب الأولمبية في أتلانتا، وهو دور استمرت في لعبه في الألعاب الأولمبية في سيدني وأثينا.
1998: تنتج مجموعة سواتش، وهي لا تزال حتى اليوم الصانع الأكبر في العالم للساعات الجاهزة، 119 مليون ساعة وتزيد مبيعاتها عن 3.2 مليارات فرنك سويسري.
2000: دخل الإيطالي فيورينزو بارينديلي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بفضل مجموعته التي تتألف من 3.677 ساعة سواتش تشمل كل طراز سواتش أنتج على الإطلاق!
نحتاج دائماً أن نعرف القصة الأولى، القصة الأصلية وراء ابتكار ساعات سواتش Swatch ونجاحها الكبير عالمياً. ويدفعنا فضولنا إلى تذكر أسئلة ال«كيف؟» وال«متى؟». إليكم كامل القصة بالتفاصيل.