سفراء 'فكر' في مؤسسة الفكر العربي في البلدان العربية
سلمى المصري, قضية / قضايا إجتماعية, مؤسسة الفكر العربي, المجتمع العربي, تنمية المجتمع
14 مارس 2011شريف عازر: مهمتنا شق الطريق أمام القادمين
رغم المشاكل التي يدركون جيداً أنها تواجه مجتمعاتنا العربية، فإنهم يؤكدون أن طموحاتهم كبيرة. هذا هو اقتناع شباب مؤسسة الفكر العربي الذين التقتهم «لها»، ومن هؤلاء شريف عازر، سفير الفكر العربي في مصر وناشط حقوقي، والذي يؤكد أن هذه أول دفعة من سفراء الشباب في مؤسسة «فكر»، لذلك فإن مهامها تنصبّ على وضع خطة عمل للسفراء الشباب لتكون خطوطاً عريضة للدفعات التالية، وهذا لا يمنع أن من مهمات السفير التعريف بالمؤسسة في بلاده مخاطبة المسؤولين إذا تطلب الأمر.
ويعرب عازر عن سعادته بثقة مؤسسة الفكر العربي في الشباب قائلاً: «منذ دخولي المؤسسة قبل أربع سنوات كانت تشرك الشباب في نشاطاتها. والجميل في الأمر تشجيع المؤسسة لفكرة مشاركة الشباب، ففي البداية كانت النشاطات واللقاءات على هامش مؤتمر «فكر» السنوي، ثم تطورت المشاركة باختيار سفراء شباب وتعيين شباب في الهيئة الاستشارية للمؤسسة، وهذا يكشف إيمان المؤسسة بالدور المهم الذي يلعبه الشباب، خاصة أن أغلب الشباب المشاركين لا يُحكَم عليهم بالمرحلة العمرية، لأن أغلبهم مديرو منظمات ومؤسسات في بلدانهم، وهذا يعطيهم قيمة فكرية أعلى».
ويكمل: «هنالك أشياء كثيرة تعرقل الشباب عن المشاركة في حل مشاكل المجتمع وإبعادهم عن مراكز صنع القرار، أبرزها وجود بعض الأنظمة السياسية التي لا تعترف بدور الشباب وهذا أكثر ما يعوق الشباب عن المشاركة السياسية أو الاجتماعية. فتقصير النظام الحاكم ينتج عنه العديد من الكوارث، مثل ضعف التعليم والفشل في إدارة المنظومة الاقتصادية، وهو ما يؤدي الى فساد وسرقة وعدم وصول الموارد إلى الشعب».
ويرجع عازر أغلب المشاكل في مجتمعاتنا العربية إلى الجهل وضعف مستوى التعليم وضعف المستوى الاقتصادي، إضافة إلى المحسوبية والوساطة في العمل، مما يصيب الشباب الأكفياء بالإحباط ويؤدي بهم الى اعتزال الحياة العامة.
يوسف محمد: أحلم بدور فعال لبرنامج الشباب
ويتفق يوسف محمد، عضو شباب «فكر» وطالب في كلية الإعلام، مع مصطفى فارس في الرأي، ويطالب بحلول عملية يقوم بها الشباب، ويقول: «أنا مؤمن بأن الإصلاح لا يأتي بالكلام النظري، وإنما بالحلول العملية المفيدة. وقد طرحت فكرة على أحد المدربين لنا في ورش العمل بمؤتمر «فكر» لحل أزمة البطالة في الوطن العربي، مفادها أن تعقد مؤسسة فكر بروتوكولات تعاون بينها وبين رجال الأعمال والشركات لتوظيف الشباب في مختلف الدول العربية. هكذا يمكن للشباب أن يحصلوا على فرص عمل دون وساطة أو محسوبية وتحت رعاية مؤسسة الفكر العربي. وأرى أنه اذا تم تنفيذ هذه الفكرة ستساهم المؤسسة بشكل كبير وفعَّال في معالجة أزمة البطالة، وأتمنى أن تصل الفكرة إلى أصحاب القرار».
ويؤكد يوسف أن أولى المشاكل التي تهدد المجتمع المصري هي الفقر الذي يؤدي بدوره إلى تفشي العنف والكراهية والسرقة والانحراف، بالإضافة إلى عدم المصداقية من جانب الحكومات مع الشعب وغلاء الأسعار، والتشويش على الحقيقة من جانب الإعلام.
وينهي حديثه مؤكداً أن أحد أحلامه أن يقوم برنامج الشباب في مؤسسة الفكر العربي بدور فعّال وعملي في مساعدة الفقراء ومتضرري الحروب والفتنة الطائفية في مختلف الدول العربية.
رغدة محمد: ضياع الهوية والبطالة وغياب القدوة أبرز المشاكل التي تهدد مجتمعاتنا
عملت رغدة محمد بالتنمية البشرية بالأمم المتحدة وحبها لخدمة المجمتع هو ما دفعها للانضمام إلى برنامج شباب مؤسسة "فكر"، وتقول عن دورها كسفيرة للمؤسسة بمصر: أقوم بتعريف المجتمع المدني والحكومات بمؤسسة فكر، بالإضافة إلى تأسيس قاعدة من الشباب المصريين والاتفاق معهم عن مشاريع ثقافية واجتماعية، فضلاً عن تمثيل المؤسسة بأي نشاط إقليمي ومحلي، وتنفيذ مشروعات بالمؤسسة تعني بالفكر وتدعيم الهوية العربية ونشر الثقافة العربية بين الشباب.
وترى رغدة أن أبرز مشاكل المجتمع العربي هي ضياع الهوية، «فالشباب يشعرون بالخزي لأنهم عرب، ويتمنون لو انتموا الى دول أوروبية. فأصبح المجتمع العربي يواجه قضية انتزاع جذوري، والحل هو العمل على تطوير المجتمع بصورة تواكب حضارة الغرب مع الاحتفاظ بالهوية الشرقية».
إضافة إلى ذلك تؤكد أن البطالة هي «كبرى المشكلات التي تتحدى المجتمع المصري، مما جعل طموح الشباب يتراجع ليبحثوا فقط عن متطلبات سوق العمل، دون أن يبحث كل فرد عن العمل الذي يحبه ويرى أنه سيتميز فيه.
والطامة الكبرى هي غياب القدوة الحسنة، فالشباب يرون الآن أن الفاسدين هم المثال الأعلى وهم الأغنياء، فأصبح حلم الكثيرين أن يصبحوا رجال أعمال حتى لو كان الطريق غير شرعي». وتكمل رغدة: «انخفاض سقف الحرية هو سبب ابتعاد الشباب عن مراكز اتخاذ القرار. فالشباب الآن مرعوب من التعبير عن رأيه ووجهة نظره بعد سماعه طوال الوقت عن أساليب التعذيب التي تتبعها السلطة ضد من يعبر عن رأيه. ولذلك نحاول أن نبدأ إصلاح قاعدة الشباب، والتي هي أساس الدولة، فالأمل موجود دائمًا ويكبر عندما أقابل شبابًا كثيرين يعملون في التنمية دون انتظار مقابل».
مصطفى فارس: الشباب بعيد عن مراكز صنع القرار
أما مصطفى فارس، معد برامج وعضو شاب في مؤسسة «فكر»، فيجزم بأن دور الشباب فعّال داخل المؤسسة، وأنها تهتم به. ويتمنى أن ينتشر فكر المؤسسة على نطاق أوسع داخل المجتمع. ويضيف مصطفى: «يشارك الشباب بأكثر من طريقة داخل المؤسسة، مثل «مقهى الشباب»، وهو حوار بين الشباب العرب يطرحون فيه قضاياهم الاجتماعية والفكرية والثقافية ويحاولون الوصول إلى حل وعلاج، بالإضافة إلى الشبكة الإلكترونيّة للشباب العرب «إيان»، وهي عبارة عن نواة لتجمع شبابي عربي في العديد من البلدان العربيّة، يجمع بين الأجيال الجديدة ويساهم في الترابط بينها، بالإضافة إلى برنامج سفراء شباب الفكر العربي أيضاً». ويؤكد أن دور الشباب داخل المؤسسة لا ينتهي مع المؤتمر السنوي، ولا يقتصر على قضايا الشباب، ويقول: «تراسلنا المؤسسة باستمرار وتأخذ بآرائنا في بعض الأمور، مثل اعتزامها إقامة مبادرة القمة الثقافية العربية.
فرغم اعتماد المؤسسة على نخبة كبيرة من الكتاب والمثقفين العرب، فهي مؤمنة بدور الشباب وتأخذ بآرائنا، إلى جانب تلك الصفوة المثقفة مما يدعم ثقتنا بأنفسنا وبدورنا في المجتمع». ورغم أن مصطفى فارس مؤمن بأهمية دور الشباب في المجتمع، فإنه يؤكد أن المجتمع العربي والمصري غارق في العديد من المشاكل، أبرزها الفقر والبطالة والجهل والتطرف والطائفية. أما مصر فهي غارقة في الفقر المدقع وإهمال البحث العلمي. وفي الوقت نفسه يشير إلى أن الشباب مهتمون بالفعل بالمشاركة من أجل إيجاد حلول لمشاكل المجتمع والتغيير، فالآلام التي يعيشها المجتمع يعيشها الشباب الذين هم أحرص الناس على معالجتها من أجل مستقبل أفضل. إلا أن قلة الوعي والتهميش وفساد المناخ العام تمنع الشباب من الوصول إلى مراكز صنع القرار والتحرك السليم في اتجاه التغيير الصحيح.
الشباب طاقة مثلما يستغلها البعض بشكل سلبي يستغلها البعض الآخر بشكل إيجابي، ولا يشك أحد في أن للشباب دوراً مهماً في النهوض بمجتمعهم العربي، ومن هنا جاء اختيار مجموعة من الشباب كسفراء لمؤسسة الفكر العربي في بلادهم. فما هو دورهم؟ وكيف ينظرون إلى مبادرة «برنامج الشباب» بمؤسسة الفكر العربي؟ وهل المؤسسة قادرة على إشراك الشباب العربي في حل قضايا مجتمعاتهم؟ وما هي أبرز المشكلات التي تهدد مجتمعاتنا؟ وما هي أيضاً أبرز العقبات التي تمنع الشباب من ممارسة دور فعال؟ أسئلة كثيرة وجهناها الى السفراء الشباب. نبدأها باستعراض الأجوبة التي تلقيناها من مصر.