أجهزت على زوجها العجوز وابتسمت قائلة...

طلاق, حبس / سجن, مواقع الزواج الإلكتروني, الحياة الزوجية, جريمة قتل, قسم الشرطة

28 نوفمبر 2011

كانت ليلة سعيدة لزوجات المجني عليه الثلاث ومطلقاته اللواتي تجاوز عددهن العشرين، فقد ثأرت الزوجة الرابعة والعشرون لهن جميعاً من شهريار العجوز الذي كان يتزوجهن وهن في ريعان الشباب ليقطف الثمرة ثم يطرحها أرضاً. فعلت شيماء ما تمنت كل زوجة منهن أن تفعله، تصدت لنزوات شهريار وذبحته لتنتقم منه على كل أفعاله السابقة خلال أربعين سنة أمضاها في إذلال النساء.


كانت حكاية شيماء تحمل العظة والعبرة لكل أب قبل بأن يلقي بابنته إلى التهلكة، فقد رفض الاعتراف بمشاعر ابنته الشابة ورغبتها في الزواج بمن تحب، وقرر أن يفرض وصايته عليها... وكم كان الثمن غالياً.

اختار الأب عريس ابنته دون أن يدرك أنه اختار طريق الهلاك لشيماء ابنته الصغرى التي كانت مغلوبة على أمرها. بكت معترضة، لكن والدها لم يعطها الفرصة حتى للتفكير، والنهاية كانت مدمرة فقد تورطت شيماء في جريمة قادتها إلى السجن، ولم تشفع لها دموع والدها، واعتذاره لها وهو يقول: «سامحيني يا ابنتي أنا السبب».
في الوقت نفسه كست الفرحة وجوه زوجات القتيل الملقب بشهريار، فهذه هي النهاية التي كانت جميعهن ينتظرنها.


الحلم والواقع

قبل عام واحد من هذا الحادث كانت شيماء الرقيقة الشاعرية تعيش حياة جميلة، تهتم بدراستها، تحلم بالكلية المرموقة التي ستلتحق بها بعد الثانوية العامة، وتتمنى الزواج من الشاب الذي تحبه.
كلها أحلام مشروعة لفتاة في هذه السن، فهي أجمل فترات العمر. تجاوزت الثامنة عشرة بقليل، وتعرفت على جارها حسام، الطالب في كلية الهندسة، ونشأت بينهما قصة حب وتواعدا على الزواج، وأكد لها حسام أنه ينتظره مستقبل مبهر بعد تخرجه ووعدها بأن يتقدم لخطبتها قريباً.

لكن الأمور لم تسر كما أرادت شيماء وحبيبها، بل انتهى الحلم الجميل وتحطم على أبشع صخور الواقع... عادت شيماء سعيدة إلى منزلها بعد لقاء جمعها مع حسام اتفقا فيه على تحديد موعد لزيارة أسرته لمنزلها، وكانت تبحث عن الطريقة التي تفاتح بها والدها.
حسمت أمرها وقررت أن تفاتح أمها في البداية تمهيداً لعرض الأمر على الأب، وظنت أن والدتها ستفرح بشدة بهذا الأمر، لكن الشرود ظهر على وجه الأم بشكل أقلق شيماء. وبدا على الأم أنها تخفي شيئاً ما، لكنها رفضت أن تبوح به لابنتها، وطلبت منها أن تذهب إلى والدها فهو يريد التحدث معها، وظهر القلق على ملامح شيماء التي توجست خيفة.

التزمت الفتاة الصمت وهي تجلس بجوار والدها تنتظر أن يبدأ حديثه معها، وابتسم الأب وهو يخبر ابنته أن هناك عريساً تقدم لخطبتها وأنه أعطاه موافقته. تغير لون وجه الابنة التي تلعثمت وأكدت لوالدها أنها مرتبطة بقصة حب مع جارها الذي ينوي التقدم لخطبتها غداً.

ظهر الغضب الشديد على وجه الأب الذي أكد أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا الأمر، وأخبرها أنه اتفق مع صديقه الحاج صبحي الذي طلبها للزواج. أسقط في يد شيماء التي بكت وهي تؤكد لوالدها أن هذا الزواج غير متكافئ، لأن صديق والدها قارب الستين، وفارق العمر بينهما تجاوز 40 سنة.
لم يهتم الأب بما تقوله ابنته، وأكد لها أن زوجها سيموت بعد عام أو أكثر وترث هي ثروته الطائلة، فهو تاجر يمتلك ملايين الجنيهات. لم تصدق شيماء هذا المنطق الذي يتعامل به والدها الذي عرضها كسلعة تباع وتشترى!


مفاجأة

تم زفاف الفتاة الشابة التي فقدت مشاعرها وسلمت نفسها لزوجها كجسد بلا روح. وكان في انتظارها مفاجأة جديدة بعد أيام من الزواج، فقد اكتشفت أن زوجها ما زالت في عصمته ثلاث زوجات، وبعد أيام من زواجها جئن ليقمن معها في الشقة! حاولت أن تعترض لكن زوجها أمرها بأن تطيعه وإلا سترى ما لا تُحمد عقباه.

ابتلعت شيماء أحزانها مدركةً أن أسرتها باعتها ولن يكون لها حق العودة إلى منزل والدها، وكانت تبيت باكية كل يوم تنعى حظها وتشعر بأنها لم تعد امرأة، ولكنها بقايا أنثى، زوجها قتل فيها الكثير من المشاعر الجميلة.
لم تنته المفاجآت عند هذا الحد، فقد اكتشفت أنها ليست الزوجة الرابعة، بل الرابعة والعشرون.

الزوج كان يلقبه أهالي منطقة الوراق الشعبية التي يسكنها بأنه شهريار، تكرار زيجاته كانت حديث الجميع، وكان يتباهى بزواجه المتكرر، ويؤكد للجميع أنه بأمواله يستطيع أن يفعل أي شيء.
بدأ رحلته مع الزواج منذ أن كان في العشرين حين ورث عن والده تجارته، وأصبح ميسور الحال، وقاده عشقه للنساء إلى الزواج المتكرر، ولم يكن يخفي زواجه العرفي.


الحل الوحيد

وعلى استحياء واجهت شيماء زوجها بهذه المعلومات، وأكدت له أنه خدعها وأخفى عنها هذه الأسرار، لكن الحاج صبحي تهكم عليها وأكد لها أن والدها يعرف عنه الكثير... انهارت شيماء، وسارعت إلى الاتصال بوالدها لتلومه، لكن الأب رد عليها ببرود، مؤكداً أن زوجها لم يفعل أي شيء خطأ، لكنه كان يتزوج على سنة الله ورسوله، وطلب من شيماء أن تطيع زوجها.

أدركت شيماء أنها أصبحت يتيمة الأب، وعليها أن تعتمد على نفسها في كل شيء لأن أسرتها لن تقف معها إذا حدثت أي مشكلات بينها وزوجها، وحاولت ابنة التاسعة عشرة أن تتقبل الأمر، لكنها لم تستطع، فزوجها كان شخصاً شديد القسوة، لا يبحث عن أي شيء سوى تحقيق ملذاته.

حاولت أن تشكو لزوجاته الثلاث، لكنهن أكدن لها أنه لا يوجد حل مطلقاً لهذه المشكلة سوى موت صبحي. وظلت هذه الكلمة تدوي في أذني شيماء، نعم موت هذا الرجل هو الحل، أصبح شيطاناً من وجهة نظرها، فهو المسؤول عن تدمير حياتها واغتيال شبابها.

ظلت الفكرة تراود عقل شيماء في كل ليلة يطلبها صبحي للفراش، وتركزت نظراتها على السكين التي يقطع بها الفاكهة. وفي لحظة انفجرت شيماء في وجه زوجها وهي تصفه بأنه شيطان، يحاول بأمواله أن يشتري كل شيء، وبسخرية صفعها صبحي على وجهها وهو يؤكد أنها «ملكه»، فانتفضت وأمسكت بالسكين وانهالت بها طعناً على جسد زوجها الذي أصابه الذهول، ولم يستطع الدفاع عن نفسه.

سقط الزوج جثة هامدة وسط صرخاته، واندفع ابنه إلى داخل الغرفة، لكنه لم يستطع إنقاذ والده. واقتادت الشرطة شيماء إلى قسم الشرطة، وهناك أكدت أنها لا تشعر بالندم على قتل زوجها، بل ابتسمت وهي تقول للمحقق: «نعم قتلته ولست نادمة، فأنا أشعر بأنني انتقمت لثلاث وعشرين امرأة أخرى».