بدانة الأطفال خطيرة تدعو إلى التحرّك السريع

شوكولا أبيض, خسارة الوزن, ممارسة الرياضة, وحدات حرارية, الدهون, ألعاب الكمبيوتر, طفل / أطفال, الوراثة, مأكولات / أطعمة دسمة, بدانة الأطفال, جانيت كرم

03 يناير 2011

في أيامنا هذه، ترتفع نسبة البدانة عند الأطفال وهي ظاهرة خطيرة لا يمكن تجاهلها. عوامل عدة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة بدأً من قلّة الحركة وانتشار الألعاب الالكترونية التي تشجّع على الركود فباتت الرياضة تحتل مرتبة ثانوية في حياة الطفل. هذا دون أن ننسى نوعية الأطعمة التي يتناولها الطفل حالياً والتي تكون مصنّعة غالباً وغنية بالدهون والوحدات الحرارية ، مع ما يرافق ذلك من إعلانات تسويقية لهذه المنتجات للتشجيع على تناولها. اختصاصية التغذية اللبنانية جانيت كرم تحدثت عن ظاهرة البدانة عند الأطفال المنتشرة بشكل مخيف في المنطقة العربية، مما يدعو إلى التحرّك سريعاً لمكافحتها بإجراءات سهلة تبدأ من الأهل وصولاً إلى المدرسة ليعيش الطفل في جو صحي وسليم.


- متى يعتبر الطفل بديناً؟

نعتبر الطفل بديناً عندما تتخطى زيادة الوزن لديه نسبة 90 في المئة من معدل النمو لطفل في سنه. علماً أن معدل النمو يحتسب بطريقة معينة بحسب الطول والوزن.

- هل يكتسب الطفل الوزن بالسهولة نفسها كالكبار؟
يكتسب الطفل الوزن بنسبة أقل ممن هم أكبر سناً لأنه يمارس الحركة والنشاط الجسدي مما يساهم في خسارته الوحدات الحرارية الزائدة التي يكسبها من الأكل، إلا إذا أفرط كثيراً في الأكل. كما أن حاجات جسمه تتعدى حاجات الكبار كونه في مرحلة نمو.

- ما أكثر أسباب البدانة شيوعاً لدى الأطفال؟
ثمة عوامل عدة في أيامنا هذه تساعد على زيادة الوزن عند الأطفال بنسبة أكبر عن السابق، ككثرة مشاهدة التلفزيون والجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة واللعب بالألعاب الالكترونية، فهذه الأمور كلّها قلّلت الحركة عند الأطفال. كذلك يزداد الوضع سوءاً مع الإعلانات التي تسوّق للأطعمة المصنّعة غير الصحية الغنية بالدهون والوحدات الحرارية. ويكثر الأطفال حالياً من تناول الأطعمة الجاهزة والأطعمة المصنّعة، وكلّها تزيد مأخوذهم من الوحدات الحرارية والدهون، مما يساهم في جعلهم أكثر عرضة للبدانة. حتى أنه غالباً ما لا يكون الأهل مثالاً جيداً في التغذية الصحيحة والصحية.

- إلى أي مدى تلعب الوراثة دوراً في بدانة الطفل؟
تلعب الوراثة دوراً كبيراً في بدانة الأطفال. فإذا كان الأهل يعانون البدانة، يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بها.

- هل هذا يعني أن بدانة الأهل تؤدي حتماً إلى بدانة الطفل؟
لا تعني بدانة الأهل أن الأطفال سيعانون حتماً البدانة لأنه يمكن الوقاية منها والسيطرة عليها من الطفولة باعتماد عادات غذائية صحية مع الطفل وتشجيعه على ممارسة الرياضة لإبعاد خطر البدانة عنه. لأنه إذا كان الأهل يعانون البدانة من الضروري أن يكونوا حريصين على أطفالهم لأنهم يكونون أكثر عرضة.

- هل ينصح بالأطعمة الخالية من الدسم للأطفال؟ وفي أي سن يمكن البدء بإعطائها؟
ابتداءً من سن سنتين أو ثلاث سنوات يمكن البدء بإعطاء الطفل الحليب القليل الدسم كونه يكون غنياً بالفيتامينات والمعادن تماماً كالحليب الكامل الدسم ويلبّي كل حاجات جسم الطفل. كما ينصح بإعطائه الأطعمة غير الدسمة من لحم هبر وصدر دجاج . في المقابل لا ينصح بالأطعمة المصنّعة الخاصة بالحمية في هذه السن المبكرة. وبالتالي من الأفضل ألا يتناول الطفل أطعمة «دايت» باستثناء الحليب ومشتقاته. لكن يمكن أن يتناول الأطعمة الغنية بالدهون استثنائياً وباعتدال كالشوكولا وغيره.

 - هل تعتبر بدانة الطفل أكثر خطورة من بدانة من هم أكبر سناً؟
تعتبر البدانة عند الطفل بالخطورة نفسها تقريباً، كما بالنسبة إلى شخص أكبر سناً. علماً أن المضاعفات الناتجة عن البدانة لا تظهر في الطفولة. لكن الطفل البدين أكثر عرضة لأن يكون بديناً في سنوات لاحقة وعندها تظهر المشكلات الناتجة عن السمنة. كما أن الخطر الأكبر يكمن في أنه عند ظهور البدانة في الطفولة، يتعرّض الشخص للمشكلات الناتجة عنها سنوات أطول مقارنةً بمن يعاني البدانة في سن متقدمة.

- هل البدانة في الطفولة تعني الإصابة بالبدانة طوال الحياة أم يمكن التخلّص منها؟
يعتبر الطفل البدين أكثر عرضة لأن يكون راشداً بديناً بنسبة 90 في المئة. لكن في الوقت نفسه، يمكن السيطرة على البدانة منذ الطفولة ليصبح الوزن طبيعياً. هذا مع أهمية الالتزام بنمط غذائي صحي وممارسة الرياضة.

- يميل الطفل إلى تناول السكاكر والمقليات وغيرها من الأطعمة الغنية بالدهون، ويصعب فرض حمية عليه. كيف يمكن منعه من تناولها وتعليمه العادات الغذائية السليمة؟
بالدرجة الأولى يجب أن يكون الأهل مثالاً جيداً لأطفالهم وأن يلتزموا بعادات غذائية صحية وسليمة من أجل الأطفال. من جهة أخرى، لا يُنصح بحرمان الطفل من أطعمة يتناولها غيره من الأطفال. في المقابل، يمكن تحديد أوقات معينة للأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية والدهون مرة في الأسبوع بالنسبة إلى المقليات. أما الشوكولا والتشيبس والسكاكر والحلويات فيمكن أن يتناولها من وقت إلى آخر، لأنه في حال منعه من تناولها سيلجأ إليها سراً. لذلك من الأفضل تناولها باعتدال. من جهة أخرى يمكن إعداد وصفات صحية لأطعمة يشارك الطفل في تحضيرها  كاللبن بالفاكهة وسلطة الفاكهة والكاسترد. كما يمكن أن يتناول الفاكهة المجففة.

- هل من الأفضل ألا يتذوق الطفل الشوكولا والسكاكر وغيرها من الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية لتجنب تعلّقه بها؟
من الأفضل أن يتذوّق الطفل هذه الأطعمة لأنه يستحيل ألا يحبها ومن الطبيعي أن يتذوّقها في يوم من الأيام في المدرسة أو مع الأصدقاء.
لذلك يمكن أن يتناولها باعتدال حتى لا يأتي يوم يفرط فيه في تناولها. يمكن تناول كمية قليلة من الشوكولا بعد سن السنتين أو ثلاث سنوات.
كما أنه من الأفضل اختيار الشوكولا بالبسكويت والشوكولا بالبسكويت الهشWafer لأنه يحتوي على كمية أقل من الوحدات الحرارية والدسم والسكر. أما بالنسبة إلى البسكويت فمن الأفضل تناول ذاك الذي يكون غير محشو بالكريم.

- كم كيلوغراماً يمكن أن يخسر الطفل في الشهر ليخفض وزنه إذا كان يعاني البدانة؟
لا ننصح بخفض وزن الطفل الذي يعاني السمنة أياً كان وزنه لأنه في مرحلة نمو وقد لا يحصل على حاجات جسمه من فيتامينات ومعادن في حال اتباع حمية تهدف إلى خفض وزنه. في المقابل يمكن العمل على الحفاظ على وزن الطفل بحيث ينمو بالوزن نفسه فيصبح لاحقاً وزنه طبيعياً بالنسبة إلى طوله وسنّه.

- هل يحرق جسم الطفل الوحدات الحرارية أكثر من جسم الراشد؟
يحرق الطفل كميات كبرى من الوحدات الحرارية لأنه يحتاج إلى المزيد منها لينمو. ففيما تحتاج المرأة إلى 1500 وحدة حرارية في اليوم تقريباً والرجل إلى حوالي 2000 وحدة حرارية، يحتاج الطفل إلى حوالي 2500 وحدة حرارية.

- هل يمكن أن تشكل الحمية خطراً على نمو الطفل، حتى إذا كان يعاني البدانة؟
طبعاً، قد تشكل الحمية خطراً على الطفل لأنه يحصل فيها على أقل من حاجات جسمه مما يؤثر سلباً على نموّه.

- ما السن التي يمكن أن يبدأ فيها الطفل البدين باتباع حمية؟
لا ينصح بأن يتبع الطفل حمية لخفض الوزن قبل سن 14 سنة. أما قبل هذه السن فلا يمكن إلا الحفاظ على وزن الطفل حتى لا يزداد مع نموّه فيصبح وزنه طبيعياً بعد مرحلة معينة. أما بعد سن 14 سنة فيمكن خفض الوزن تدريجاً بمعدل كيلوغرام واحد في الشهر أو كيلوغرام واحد كل شهر ونصف الشهر.

- ما النصائح التي يمكن أن تعطى للأهل لتجنب البدانة عند الطفل؟
يجب أن يشجع الأهل الطفل قدر الإمكان على ممارسة الرياضة والقيام بالنشاطات التي يحرّك فيها جسمه. لذلك من المهم أن يتجنبوا شراء الأجهزة والآلات التي تشجعه على الجلوس ساعات طويلة كالكمبيوتر وال Play Station.  كما ينصح بتجنب اقتناء الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية في المنزل كالتتشيبس والشوكولا. يمكن على سبيل المثال الاكتفاء بكيس صغير من التشيبس بدلاً من ذاك الكبير. إضافةً إلى ذلك، يجب تشجيع الطفل على تناول الطعام المنزلي والاكتفاء بسندويتش للعشاء. وأشير أيضاً إلى أنه من الأفضل أن يحمل الطفل  الأكل من المنزل إلى المدرسة بحيث تتمكن الأم من مراقبة نوعية الطعام الذي يتناوله وتستطيع بذلك السيطرة عليها.

- ما الأطعمة الصحية التي يمكن أن يتناولها الطفل بدلاً من تلك الغنية بالدهون؟
هناك بعض الحلويات المحضّرة في المنزل التي تعتبر صحية بحيث يمكن أن يتناولها الطفل بدلاً من تلك الغنية بالدهون والوحدات الحرارية، ومنها الكاسترد والمهلبية والكيك المحضّر في المنزل بقليل من السكر والزيت وكمية قليلة من البيض. من الفضل التنويع للطفل من هذه الأطعمة مع تلك التي تعتبر غنية أكثر بالدهون والوحدات الحرارية كالشوكولا فيتناول كل يوم نوعاً مختلفاً. بهذه الطريقة لا يتناول من الأطعمة التي تعتبر «مضرّة » أكثر إلا مرّة في الأسبوع ولا يحتاج لأن يفرط في تناولها لأنه يتناول أيضاً من تلك الصحية. كما يمكن أن يعتاد على تناول الدبس مع الطحينة والمربى بدلاً من الحلويات والسكاكر المتوافرة في الأسواق. مع الإشارة إلى أن الحلويات التقليدية التي كان أهلنا يتناولونها تعتبر صحية أكثر بكثير من تلك المتوافرة حالياً لغنى هذه بالمواد المصنّعة والوحدات الحرارية والدهون. 

- ما الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية التي يكثر الأطفال من تناولها وهل منها ما يعتقد البعض خطأ أنه صحيّ؟
يكثر الأطفال عادةً من تناول المقليات والتشيبس . كذلك بالنسبة إلى الشوكولا. ويعتقد معظم الناس أن الشوكولا المر أفضل من الحلو، فيما ليس هذا صحيحاً تماماً إذ لا يختلفان إلا بكون المر يحتوي على كمية أقل من السكر لكن ليس الفرق شاسعاً بينهما. أيضاً يكثر معظم الأهل من إعطاء عصير الفاكهة للأطفال لاعتباره صحياً. في الواقع، العصير غني بالسكر. يمكن أن يتناول الطفل كوباً صغيراً في اليوم لكن يجب عدم الإكثار من تناوله، خصوصاً إذا كان مصنّعاً لغناه بالسكر والوحدات الحرارية. لكن أحياناً قد يكون العصير الموجود في الأسواق خالياً فعلاً من السكر المضاف ولا يحتوي إلا على سكر الفاكهة.